منذ بداية عهد “الثورة الإسلامية” سنة 1979 في إيران وإلى يومنا هذا، انتهج النظام الإيراني سياسة القمع والإضطهاد والتخويف لإزاحة كل المعارضين لفكره وإيديلوجيته عن الطريق، وسرعان ما تصاعدت الأحداث وبدأت أجهزة المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني بتنفيذ عمليات اختطاف وقتل في العديد من الدول العربية والأجنبية، حيث كانت تزرع العيون وتجند العملاء وتستخدم بعض الدبلوماسيين الإيرانيين العاملين في سفارات طهران في الخارج في عمليات التجسس والتصفية، مما دفع الكثير من البلدان لاتخاذ إجراءات رادعة وصارمة ضد الأجهزة الإستخبارية الإيرانية وبعض البعثات التي انحرفت عن المسار الدبلوماسي وأصبحت مجرد عصابات إرهابية تتجسس وتعتقل وتقتل

بيان المجتمع الدولي ضد الإستخبارات الإيرانية
مع بداية شهر أغسطس الجاري أصدرت الولايات المتحدة وكندا و12 دولة أوروبية هي (المملكة المتحدة، ألبانيا، النمسا، بلجيكا، كندا، جمهورية التشيك، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، إسبانيا، والسويد) بيانا مشتركا بشأن تصاعد تهديدات الأجهزة الإستخباراتية الإيرانية. بعد أن كثفت إيران عملياتها الخارجية بشكل كبير جدا ضد السياسيين والعسكريين المنشقين عن النظام الإيراني والصحفيين الإيرانيين اللاجئين في الدول الاوروبية، وكان عملاء المخابرات الإيرانية وعناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هم الجناة الرئيسيون والمنفذون لتلك العمليات. وفي موضوع الاغتيالات والتي تعد الأكثر شيوعا، إعتمد النظام الايراني على استئجار المجرمين والقتلة المأجورين للقيام بتنفيذ عمليات اغتيال، وهو الأمر الذي أكدته العديد من التقارير الصحفية العالمية.
أدلة قطعية استند عليها البيان شككت فيها إيران
كعادتها نفت إيران تورطها في أي عمليات تجسس، اختطاف، أو قتل لأي معارض لها، كما سخرت من البيان المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة والدول الأوروبية إستنادا لأدلة قطعية الدلالة تؤكد تنفيذ الأولى للكثير من الاغتيالات والخطف القسري لإعادة الرهائن الى إيران. كما شكك النظام الإيراني بمصداقية البيان ونزاهته، متهما الدول الغربية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي بأنها تحاول تشتيت الرأي العام العالمي عن القضايا المهمة والمشاكل والأزمات التي تعصف بالمنطقة، كما أنها اتهامات عارية عن الصحة وتندرج ضمن “حملة التخويف من إيران” حسب قوله. إلا أن رفض إيران للإتهامات لا يبرأها أبدا، فهي تمتلك سجل أسود من الجرائم والعمليات الإرهابية داخل إيران وفي الدول العربية وأوروبا.
وفيما يلي بعض الأمثلة على العمليات التي نفذتها وزارة الإستخبارات والأمن القومي في النظام الإيراني، حيث وقعت أول حادثة بارزة في تموز/يوليو عام 1989 ، عندما اغتيل عبد الرحمن قاسملو في فيينا. وفي آب/أغسطس عام 1991تم أغتيال رئيس الوزراء السابق في عهد الشاه شابور بختيار على يد رجال الإستخبارات الإيرانية في باريس. وبعد عام وتحديدا سنة 2000 وقعت إحدى الحوادث الأكثر شهرة في برلين، حيث اغتال عملاء تابعون لـوزارة الإستخبارات والأمن القومي ومسلحون من ميليشيا حزب الله اللبناني منشقين أكراد إيرانيين في مطعم “ميكونوس”. وفي عام 1994 أفادت بعض التقارير الإعلامية أن وزارة الإستخبارات تعاونت مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني لتفجير مقار جمعيات مدنية في بوينس آيرس، مما أسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة 300 آخرين بجروح متفاوتة.
نهج إيران العدائي و استغلال المليشيات الموالية لها
تدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخيلة لبعض الدول العربية كالعراق ولبنان وسوريا واليمن وتغلغلها فيها عن طريق الميليشات الموالية لها لا يخفى على أحد، فقد تعاونت أجهزة الإستخبارات الإيرانية مع الحرس الثوري والميليشيات الموالية للنظام الإيراني على مهاجمة البعثات الدبلوماسية في بغداد، كما ثبت ضلوعها في عمليات تجسس واغتيالات بحق معارضين للنظام الايراني، إضافة الى تنفيذها للعديد من الهجمات السيبرانية. في كل مرة تُكشف فيها أعمال إيران الخبيثة داخل البلاد وخارجها، يظهر المسؤولون مكذبين ومتهمين كل معارض بالعمالة. والحقيقة أن الدلائل على ضلوع إيران في العديد من الأعمال العدائية تنفي كل ما يدعيه قادتها، و أن ما فعلته إيران ولازالت تفعله في دول الجوار بنشر ميليشياتها التي عبثت بكل شيء تأكيد آخر على نهج إيران العدائي وكذب مسؤوليها الذين يدعون برائتها من التهم.
المصدر: وكالات
إقرا أيضا: الفصائل الموالية لإيران تتحدى الجيش العراقي