من الظل إلى الواجهة

امرأة غامضة عرفت باسم حواء الشيشانية، أو أم خديجة، خرجت من الظل لتكشف تفاصيل صادمة عن حياتها داخل تنظيم متطرف. تعلمت العربية بسرعة استثنائية، وتنقلت بين أدوار متعددة كزوجة، قيادية، وناقلة سرية للمعلومات. في مقابلة تلفزيونية، أعلنت حواء أن كلامها هو “اعتراف وليس تبرئة”، كاشفة عن رحلتها إلى سوريا، وتفاصيل السبايا، والانشقاقات داخل التنظيم. كما ألقت الضوء على اتهامات داخلية طالت النساء، وعمليات تهريب البشر من مخيم الهول التي كلفت مبالغ طائلة، فضلاً عن محاولة زوجها، أبو خديجة، الفرار من ساحة المعركة.
أوامر صارمة وصراعات داخلية
في عام 2015، انضمت حواء إلى التنظيم المتطرف، ووصلت إلى الرقة بعد رحلة استمرت يومين. هناك، تلقت دروساً بدت دينية لكنها كانت ذات طابع تكفيري متطرف. وفقاً لها، أصدر قادة التنظيم، بمن فيهم زوجها (والي العراق وسوريا)، أوامر مشددة بحظر مشاهدة مقابلات زوجات البغدادي التلفزيونية، خاصة تلك التي أجرتها أم حذيفة، مع تهديدات بالعقوبات. أكدت حواء أن التنظيم ركز بشكل كبير على السبايا، وأن ما ذكرته زوجة البغدادي عنهن كان صحيحاً. قبيل معركة الباغوز، شهدت صراعات مسلحة بين التنظيم ومجموعة منشقة اتهمت بـ”الخوارج”، حيث استخدم التنظيم النساء والأطفال كدروع بشرية، واتهم كل من يرفض القتال بـ”الردة”.
هروب وانهيار
خلال معركة الباغوز الأخيرة، التي شهدت هزيمة التنظيم على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتحالف الدولي، حاول زوج حواء، أبو خديجة، الفرار لكنه قتل مع العديد من عناصر التنظيم. أصيبت حواء وتم احتجازها في مخيم عين عيسى، ثم نقلت إلى مخيم الهول. كشفت عن عمليات تهريب النساء من الهول مقابل مبالغ تصل إلى 18 ألف دولار، مشيرة إلى أن النساء الأجنبيات كن الأكثر تشدداً واستخداماً لفكر التكفير. اعترفت حواء بأخطائها، قائلة إنها ارتكبت أفعالاً بإرادتها وأخرى تحت الإجبار، بما في ذلك ارتداء حزام ناسف بأمر من زوجها، مضيفة: “أنا خاطئة وأعتر.
المصدر: وكالات
أقرأ أيضا: 📢 سوريا بعد العقوبات: الشركات التركية بين الفرص الكبرى والمخاطر المحتملة