لا يكاد أن يمر خطاب أو مقابلة صحفية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون ان يذكر أن النظام العالمي بحاجة الى عالم متعدد الأقطاب. قد يبدو هذا الطرح طرح شرعيا، إلا أن النظام الروسي يسعى الى تحقيق هذه “التعددية” من خلال خلق او إطالة امد الصراعات، وعبر تقديم روسيا نفسها على أنها لاعب مهم في حل هكذا صراعات، ولك في اليمن خير مثال.

دعم مستمر للحوثيين
لقد مرت قبل أشهر قليلة الذكرى العاشرة على استيلاء جماعة أنصار الله (الحوثيون) على العاصمة اليمنية صنعاء، دافعة بذلك اليمن الى حرب أهلية مستمرة الى يومنا هذا. ومنذ بدء الإضرابات في اليمن، دأبت موسكو على دعم الحوثيين بأشكال مختلفة، على رغم من علمها علم اليقين أن هكذا أفعال سوف تطيل أمد الصراع وتهدد أمن المنطقة.
فقد وقفت مرارا وتكرارا ضد قرارات مجلس الأمن التي تهدف الى نزع فتيل الأزمة في اليمن. علاوة على ذلك، مثل السلاح الروسي حجر الأساس للترسانة الحوثية، حيث لعبت إيران دور الناقل والداعم المباشر لهذه الأسلحة.
قد يهمك أيضا: أرسنال يعود لنزيف النقاط بالتعادل مع فولهام
ووفقا لعدة تقارير استخباراتية واعلامية، فقد قام الكرملين بتزويد الحوثيين فعليا بأسلحة متنوعة والتي يستخدمها الحوثيين الان لاستهداف السفن في خليج عدن والبحر الأحمر. وأخيرا، لم تعد تخفي روسيا علاقتها بالحوثيين، حيث أصبح الروس يلتقون ممثلي الجماعة علانيا وكأنهم فرحون، او على اقل تقدير” راضون عما تقوم به هذه الجماعة.
وماذا عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا؟
تسوق روسيا لنفسها على أنها شريك مهم من أجل جلب الاستقرار لليمن والمنطقة. فتجد المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتن إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، يكرر لقاءاته بقادة الحكومة اليمنية وأعضاء المجلس الرئاسي من أجل طمأنتهم على أن روسيا تعمل على حل للازمة اليمنية، وتسعى الى إعادة فتح سفارتها في العاصمة المؤقتة عدن متغاضيا عن أفعال حكومته ودورها في دعم خصوم حكومة اليمن المعترف بها دوليا.
كيف يبدو مستقبل المنطقة؟
على الرغم من المساعي الحثيثة التي قامت بها دول الخليج من أجل احتواء وتخفيف حدة الازمة اليمنية، مثل الدعم الروسي لإيران والحوثيين عقبة حقيقية لتحقيق هدف السلام. إن السعي الروسي لتحقيق “التعددية القطبية” ما هو إلا شماعة من أجل التدخل في صراعات المنطقة لتعقيد وتقويض مساعي النجاح لحل هذه الصراعات، فتكون روسيا لاعبا لا يمكن الاستغناء عنه. وبمعنى آخر، تلعب موسكو دور من يشعل النار ورجل الإطفاء في آن واحد، داعمة بذلك سياسة الأمر الواقع.
المصدر: وكالات
أقرأ أيضا: تعرف على وعود روسيا في قمة البريكس: هل تلتزم بها تجاه أعضاء القمة؟
الفنانة السورية أنجي مراد تثير قلق متابعياها.. ماذا حدث لها؟