كريستوفر كولومبوس وخسوف القمر الدموي

129
34

تاريخيا، ارتبط الكسوف الشمسي الكلي في بعض الأحيان بأحداث غيرت مجرى التاريخ، إذ

لعبت هذه الظاهرة الفلكية دورا كبيرا في تحديد مسار العديد من مناطق العالم

خسوف القمر

قصة كريستوفر كولومبوس مع الأراواك

في عام ١٥٠٤، وخلال رحلته الرابعة والأخيرة إلى العالم الجديد، وجد كريستوفر كولومبوس نفسه في مأزق حقيقي. فبعد أن دمرت ديدان البحر سفنه، تقطعت به السبل مع طاقمه على الساحل الشمالي لجامايكا. رحّب بهم سكان الجزيرة الأصليون، وهم شعب الأراواك، مقدمين لهم الطعام والماء مقابل بعض الحلي والأشياء الصغيرة. ولكن بعد ستة أشهر، بدأ صبر السكان الأصليين ينفد فتوقف الأرواك عن تزويدهم بالطعام.و بدأت المجاعة والمرض يهددان حياة كولومبوس وطاقمه.

كان كولومبوس يائسًا، لكن كان لديه سلاح سري: العلم. كان يحمل معه تقويمًا جمعه عالم الفلك الألماني ريجيومونتانوس، والذي احتوى على جداول فلكية تنبأت بحركات النجوم والكواكب وخسوف القمر والشمس لسنوات قادمة. باستخدام هذا التقويم، اكتشف كولومبوس أن خسوفًا كليًا للقمر سيحدث قريبًا، مساء يوم 29 فبراير 1504. وهنا وضع خطة جريئة ومحفوفة بالمخاطر.

قبل الكسوف بثلاثة أيام، استدعى كولومبوس زعماء الأراواك إلى اجتماع عاجل. أخبرهم بصرامة أن إلهه غاضب منهم لأنهم توقفوا عن إطعام رجاله. وكدليل على غضبه الشديد، أخبرهم أن إلهه سيطفئ ضوء القمر في السماء تلك الليلة، محولًا إياه إلى لون أحمر دموي مخيف كعلامة على الدمار والمجاعة التي ستصيبهم.

العلم نور

نظر إليه الزعماء بريبة وعدم ثقة، لكنهم كانوا قلقين. في مساء يوم 29 فبراير، اجتمع الجميع لمراقبة السماء. كما تنبأ كولومبوس، بدأ ظل الأرض يتسلل ببطء عبر وجه البدر. ومع مرور الوقت، تحول القمر الفضي الساطع إلى جمرة حمراء داكنة مخيفة، تمامًا كما وصفه بـ”القمر الدموي”.استولى الرعب المطلق على شعب الأراواك. ركضوا صارخين من كل حدب وصوب، حاملين الطعام والمؤن، متوسلين إلى كولومبوس أن يكلم إلهه ويعيد لهم القمر.

تظاهر كولومبوس بالتردد، ثم تراجع إلى خيمته لمدة 50 دقيقة. ومع اقتراب الكسوف من نهايته، خرج وأعلن أن إلهه قد غفر لهم ووعدهم بإعادة ضوء القمر إذا استمروا في تزويدهم بالطعام.وبعد لحظات، بدأ ضوء القمر الفضي بالظهور مجددًا، كبدر

منذ تلك الليلة، استمرالأرواك في تزويد كولومبوس و أصحابه بالطعام وكل ما يحتاجونه حتى وصلت سفينة إنقاذ بعد عدة أشهر. أنقذت معرفة فلكية بسيطة كولومبوس وطاقمه من موت محقق، محولةً خسوف القمر من مجرد ظاهرة فلكية إلى أداة نفسية غيّرت مجرى التاريخ في تلك الجزيرة الصغيرة.

المصدر: وكالات

إقرأ أيضا:العالم يترقب الخسوف هذا الأسبوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *