فوجئ العالم بالسرعة المتناهية التي سقط فيها نظام بشار الأسد في سوريا. فبعد حكم دام أكثر من 24 سنة وحرب أهلية مدمرة استمرت أكثر من 13 عام. هرب الأسد خفية الى روسيا، الحليفة التي طالما وعدت بحماية نظامه والدفاع عنه. النظام الروسي رحب به على الفور

أدى انهيار نظام الأسد الى عدة تساؤلات وأهما، أين كانت روسيا عندما زحفت قوات المعارضة على دمشق وباقي مراكز المحافظات السورية؟ لم ضحت روسيا حليفها، وما هو مستقبل الدور الروسي في المنطقة؟
روسيا شريك إستراتيجي ضعيف
لقد مثلت الحرب الأهلية السورية في، نظر موسكو، فرصة ذهبية لمحاولة بسط نفوذها التوسعي في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، أعطى نظام الأسد الضوء الأخضر للقوات المسلحة الروسية باستخدام وتجربة كافة أنواع الأسلحة الروسية على رؤوس الشعب السوري. بالتالي، قتل أكثر من سبعة آلاف مدني نتيجة الغارات الروسية، وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
حرب استنزاف وعبث بمقدرات الشعب السوري
بمعنى آخر، جعلت روسيا أجساد السوريين حقل تجارب لأسلحتها ومن استقرار المنطقة حقل تجارب لسياساتها. فبعد تسع سنوات من التدخل العسكري الروسي، لم يؤد هذا التدخل إلا لاستنزاف أرواح الشعب السوري. كما فتح أبواب المنطقة على مصراعيها للجماعات الإرهابية، وإطالة أمد الحرب الأهلية السورية. ولعل المضحك المبكي إن روسيا فشلت، أو على أقل تقدير، تقاعست عن حماية نظام الأسد، خلافا لما كان يصرح به المسؤولون الروس أياما قليلة قبل انهيار النظام؛ مبرهنة بذلك على أن روسيا لا يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها كشريك استراتيجي.
الجيش الروسي ضعيف ميدانيا وتقهقر على الخطوط الأمامية
لطالما روجت الماكينات الإعلامية الروسية والصديقة لها على أن القوات المسلحة الروسية تكاد تكون هي الأفضل في العالم. لكن الأحداث الأخيرة في سوريا، وقبلها في أوكرانيا، كشفت مستوى ضعف هذه المؤسسة واخفاقاتها المستمرة.
قبيل الإطاحة بالأسد بأيام، أقالت موسكو سيرغي كيسيل، الجنرال المسؤول عن قواتها في سوريا حيث، فشلت الأجهزة الاستخباراتية الروسية في التنبؤ بحجم الهجوم ومدى عدم قدرة القوات الروسية على المساعدة. ومع سقوط النظام، بدأ التخبط واضحا على القطعات الروسية، والتي كانت منتشرة في عدة أماكن في أرجاء سوريا.
بنفس الوقت، تناقلت وسائل الإعلام مقاطع تصويرية للقوات الروسية وهي تنسحب على عجل تاركة مواقعها خاوية. فضلا عن ذلك، مازالت روسيا مستمرة بنقل معداتها من آخر معاقلها في قواعد حميميم الجوية و طرطوس البحرية إلى خارج سوريا.
محلولون عسكريون.. الجيش الروسي ضيف تكتيكيا
يعزو المحللون العسكريون خطوات الانسحاب هذه على عدم القدرة العسكرية لروسيا على ادامة استمرارية هذه القواعد بشكل فعال. بالإضافة إلى عدم جدية روسيا بالالتزام بشراكة حقيقية مع دول المنطقة.

الدروس المستفادة
لقد أثبت مصير نظام الأسد بأن روسيا شريك لا يمكن الاعتماد عليه، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط. حيث ساهم تدخلها في إطالة أمد الحرب السورية، وتقوية شوكة الإرهاب، وزعزعة أمن المنطقة من خلال دعمها لدول مثل إيران وذراعها. ففي عالم تحتاج فيه الدول الى تحالفات وشراكات متينة. من الواضح أن روسيا ليست جدية بشأن، او قادرة على، الدخول في مثل هذه الشراكات، والدليل…انظر الى الأسد!
المصدر: وكالات + وسائل تواصل إجتماعي
أقرأ أيضا: مليشيات حزب الله غير مرغوب فيهم في دير الزور