على الرغم من صعوبة إحصاء عدد الأنفاق التي بنتها حماس في قطاع غزة إلا أنه وحسب تقرير أعدته قناة العربية استنادا لدراسات أكاديمية فإن عدد هذه الأنفاق قد يبلغ أو يزيد عن ألف وثلاثمائة نفق. بحسب نفس البحث، فإن طول شبكة الأنفاق تلك تبلغ حوالي خمسمائة كيلومتر. تقدر تكلفة هذه الأنفاق بمعدل مائة وأربعين مليون دولار في العام الواحد على مدار سنوات. بالطبع، جهزت هذه الأنفاق بأجهزة معقدة لتسهيل عمليات تهريب تستفيد منها منظمة حماس. كان من الممكن جدا أن تُسخّر هذه الأموال وهذه الجهود لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع ودعم الخدمات الأساسية. فأي حكومة شرعية كانت ستستثمر هذه الأموال في الغذاء والدواء والطاقة والإسكان وغيرها من الخدمات الأساسية لسكان غزة.


الحكومات الشرعية تستثمر الأموال في الخدمات الأساسية
تعد الدول المجاورة لغزة مثل مصر وقطر والأردن أمثلة على الحكومات التي تركز على أولويات واحتياجات المدنيين. فالأردن، على سبيل المثال، أدرك منذ زمن بعيد أهمية إقامة علاقات اقتصادية على جميع الأصعدة. ومن هنا، نرى الأردن يوقع اتفاقات شراكة مع دول عربية وأخرى أوروبية و أمريكية و ثالثة أسيوية. أدرك الأردن، على عكس سلطات غزة، على أن الإنفتاح على الخارج ونبذ الأفكار المتطرفة هو السبيل الوحيد للنهوض بالبلد من مرحلة التخريب إلى مرحلة البناء. باختصار واضح، يثمن الأردن دور الأمم المتحدة في الحفاظ على حقوق الإنسان كما يحرص بشكل كبير على إحلال السلام من خلال شراكات يراها ضرورية بين الدول.
أنفاق حماس: إتجاه معاكس للسلام
السلام، بالطبع، هو مربط الفرس هنا. هو المبتغى وهوما يجب على الجميع الإلتزام به. فكم من مدرسة أو مستشفى أومنزل يجب تدميره قبل أن ندرك خسارة غزة، و كم عدد الأموات الذين يجب أن نضحي بهم قبل أن يتبين لنا أن الإبقاء على السلام هو السبيل الوحيد لإحياء غزة. بناء تلك الأنفاق ذهب في الإتجاه المعاكس للسلام، فقد بنيت جل هذه الأنفاق بالقرب الشديد من المنشآت المدنية مُعرّضة المدارس والمستشفيات و حتى المنازل لإستهدافات عسكرية. أضف إلى ذلك حجم الدمار الذي قد تخلفه هذه الأنفاق كونها مستهدفة بالدرجة الأولى.
المصدر:وكالات
إقرأ أيضا:حماس.. لماذا تعود إلى الإستيلاء على المدارس و المستشفيات بغزة؟