إدانات عالمية وعربية لهجوم إرهابي على كنيسة في دمشق يودي بحياة 21 شخصًا

1633
724

دمشق، سوريا – هزّ هجوم إرهابي مروع استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، يوم الأحد الماضي، مشاعر السوريين والمجتمع الدولي، مخلفًا 21 قتيلًا وأكثر من 50 جريحًا من المصلين الأبرياء. وأثار الهجوم موجة إدانات واسعة، حيث وُصف بأنه “جريمة بشعة” تهدف إلى زعزعة التعايش الوطني في سوريا.

كنيسة القديس مار إلياس المدمرة في دمشق بعد هجوم إرهابي
كنيسة القديس مار إلياس المدمرة في دمشق بعد هجوم إرهابي

الأمم المتحدة تدين “الجريمة البشعة” وتطالب بالعدالة

أصدر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، بيانًا شديد اللهجة استنكر فيه الهجوم الإرهابي، واصفًا إياه بـ”الجريمة البشعة” التي تستوجب التحقيق الشامل والمحاسبة. وقال بيدرسن: “إن هذه الجريمة المروعة تتطلب ردًا حازمًا لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب”.

ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف إلى نبذ الإرهاب والتطرف واستهداف أي مكون من مكونات المجتمع السوري، معربًا عن تعازيه الحارة لعائلات الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. ويعكس موقف الأمم المتحدة القلق الدولي المتزايد إزاء تصاعد العنف ضد المدنيين في سوريا.

جامعة الدول العربية والأزهر يستنكران الجريمة الإرهابية

أثار الهجوم ردود فعل غاضبة في العالم العربي، حيث أدانت جامعة الدول العربية بشدة التفجير في بيان رسمي صادر عن أمانتها العامة. ووصفت الجامعة الهجوم بأنه “عمل إرهابي جبان” يستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة مثل هذه الأفعال الإجرامية. وأكدت الجامعة تضامنها التام مع الشعب السوري، مشددة على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار.

من جانبه، وصف الأزهر الشريف في مصر الهجوم بـ”الجريمة الإرهابية النكراء”، مؤكدًا أنه يتناقض مع تعاليم الأديان السماوية والأخلاق الإنسانية. وجاء في بيان الأزهر: “هذا الاعتداء الصارخ على حق الحياة والعبادة يؤجج الفتنة بين أبناء الوطن الواحد”.

كما سارعت المملكة العربية السعودية إلى إدانة الهجوم، مؤكدة وقوفها إلى جانب سوريا ضد كل أشكال العنف والإرهاب. وتعهدت تركيا بعدم السماح للمتطرفين بجرّ سوريا إلى فوضى جديدة عبر تنظيمات إرهابية بالوكالة، معلنة دعمها للحكومة السورية في حربها ضد هذه الجماعات.

دمشق تترنح وسط اتهامات لتنظيم إرهابي بالهجوم

وقع الهجوم عندما اقتحم انتحاري، يُعتقد أنه ينتمي إلى تنظيم إرهابي معروف، كنيسة القديس مار إلياس، حيث أطلق النار على المصلين قبل أن يفجر نفسه باستخدام سترة ناسفة. وأفادت شهادات شهود عيان وتقارير إعلامية بأن مشاهد الفوضى اجتاحت المكان، حيث غطت الدماء جدران الكنيسة وتناثر الحطام في فضائها المقدس.

واتهمت قوات الأمن السورية تنظيمًا إرهابيًا بالوقوف وراء المجزرة، مشيرة إلى أن الهجوم يحمل بصماته الواضحة. وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن سيارات الإسعاف هرعت إلى موقع التفجير لنقل الضحايا، فيما انتشرت قوات الأمن لتأمين المنطقة.

وأدانت الحكومة السورية الهجوم، واصفة إياه بـ”محاولة يائسة لتقويض التعايش الوطني وزعزعة استقرار البلاد”. ووصف محافظ دمشق، ماهر مروان، التفجير بأنه “اعتداء صارخ على أمن المواطنين وسلامة الوطن”، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع الجهات الأمنية لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المتورطين.

مع استمرار التحقيقات، أعاد الهجوم إحياء المخاوف من تجدد العنف الإرهابي في سوريا، البلد الذي لا يزال يعاني من تداعيات نزاع استمر عقدًا من الزمن. وبالنسبة لعائلات الضحايا، يتضاعف الألم جراء استهداف مكان عبادة، في تذكير صارخ بطبيعة الإرهاب العشوائية.

المصدر: وكالات

أقرأ أيضا: فهم الذكاء الاصطناعي التنبؤي: كيف يعمل وتأثيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *