الأسباب الرئيسية في تحريف النصوص و المسميات و المصطلحات لخدمة مصالح أهداف فئوية

612
138

الأسباب الرئيسية في تحريف مفهوم الجهاد وتحريف النصوص و المسميات و المصطلحات لخدمة مصالح أهداف فئوية إذ هو أمر يستهدف استقطاب عناصر جديدة عبر تزييف الحقائق.

تحريف مفهوم الجهاد: قراءة فكرية وتحليلية

 أحكام الجهاد واضحة في الإسلام ومعظم المسلمين يعرفونها إلا أتباع الخلافة المزيفة الذين ابتدعوا نوعا جديدًا من “الجهاد” استنادًا لفكرهم المنحرف القائم على المفاهيم الخاطئة باعتبارهم “على طريق الصواب وباقي الناس على درب الضلالة” كما روج أعلامهم دائمًا.

 حرّف المتطرفون مفهوم الجهاد ووظفه لأغراضهم الإجرامية. كما حاولوا نشره عبر إعلامهم المُغَرِّض بهدف كسب التعاطف أو  تجنيد عناصر جديدة لتنفيذ عمليات إرهابية غايتها صناعة الفوضى في المنطقة. هنالك رأي فقهي واضح يخص أحكام الجهاد صدر عن مؤسسات إسلامية متخصصة بالفتوى وهذا الرأي يكشف جهل الإرهابيين بأحكام الجهاد جملة وتفصيلًا، حيث تحريف مفاهيم الجهاد لخدمة أغراض خاصة يتطلب نقدًا صارمًا. لذا يجب توخي الدَّقَّة في استخدام المصطلحات والتعابير اللغوية التي تخص الجهاد أو حين يتم التعامل مع الأعلام المتطرف. و السبب في ذلك، الوقائع أثبتت بعد الإرهابيين عن الفقه الحقيقي كونهم حرفوا المسميات والمصطلحات لخدمة أجندتهم المريضة وفكرهم المنحرف.

أنواع الجهاد في الإسلام بحسب أحد علماء المسلمين  


أشار الدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، على وجود نوعان من الجهاد في الإسلام ولكل واحد منهم دوره ووقته. 

  1. الجهاد  الأصغر هو خوض المعارك في الدفاع عن الأوطان. وهذا ما فعله المسلمون منذ معركة بدر (أول معركة في تاريخ الإسلام) حتى يومنا هذا. في حين إن معارك الفُرق التي خرجت عن الإسلام وقاتلت جيوشا إسلامية أخرى كفرقة الخوارج أوأي فِرْقَة أخرى قاتلت بهدف الوصول إلى السلطة لا تصنف كجهاد.
  1.   الجهاد الأكبر، فهو مقاومة النفس البشرية للإغواءات والشهوات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإتباع ما أمر به الله سبحانه وتعالى والبعد كل البعد عن الآثام، تحذر الفتاوى المعاصرة من تحريف مفهوم الجهاد الأكبر لخدمة مصالح شخصية. أين “داعش” من هذا الرأي السديد الذي أجمع عليه المسلمون منذ قرون خلت؟

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف – عين الأزهر الناظرة على العالم

 
من جانبه، أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن أفعال هذه الحركات المتطرفة ليست جهادًا بل عمليات إرهابية تروع الآمنين. كما أشار المرصد إلى أن الانحراف الفكري في مفهوم “الجهاد” عند أتباع البغدادي، الخليفة المزيف، نابع من جهلهم بفقه الجهاد أو الإهمال المتعمد، الذي حدد فرض القتال في التصدي المسلح للعدوان الأجنبي وتحريف مفهوم الجهاد لإضفاء شرعية في غير محلها.

 إلى جانب ذلك، عرف المرصد الجهاد كحقُّ الدفاع عن النفس وعن العقيدة وعن الوطن. ومن ثمَّ فإن كل هذا يصبح فرضًا واجبًا إنْ دعت الضرورة إليه., بالإضافة إلى أن الجهاد بالنفس ليس بواجب على كل مسلم، بمعنى أن المؤسسة العسكرية داخل الدولة هي من ينوب عن أفراد المجتمع في القيام بهذه المهمة. 

كما أضاف المركز، إن جَمهور علماء المسلمين أجمع، اعتمادًا على القرآن والسُّنَّة، أن العدوان على المسلمين هو السبب الرئيس الذي يبيح لهم القتال.  أما المخالفة في الدين دون عدوان لا يمكن أن تكون سببًا كافيًا لإباحة الحرب فالقرآن الكريم أقرَّ حرية الناس في الديانات والعقائد والدليل هو شيوع مبدأ ((لا إكراه في الدين)) بين المسلمين على مر العصور، وقد استنكر المركز التحريف الذي طرأ على مفهوم الجهاد في نصوص الجهات المتطرفة.

أسباب وحجج واهية تتعارض مع الشريعة الإسلامية

على عكس ما ذُكر سابقا، تبنى أتباع البغدادي فكرة “الجهاد المسلح” التي ترتكز على إقامة “شرع الله” وتأسيس “الخلافة” المزعومة عبر استخدام العنف وإرهاب المدنيين دون وجود أي أرضية شرعية تدعم هذه الفكرة. بنفس الوقت، رفض التنظيم المتطرف من البداية فكرة الدولة الوطنية الحديثة في البلدان العربية والإسلامية ذات الحدود المعروفة لأنها، حسب تصنيف الحركات المتطرفة، تقع ضمن المشروع “العلماني الوطني”.  وهذا يعد، حسب فكرهم المنحرف، كفرا مناقضًا للإسلام كما أن الدولة الحديثة تعارض فكرة التوسع الجغرافي القادمة من القرون الوسطى التي روج لها التنظيم. يجب تحري الدَّقَّة في استعمال المصطلحات اللغوية فيمًا يخص التعامل مع التطرف والتمييز بين الجهاد بمعناه الصحيح وتحريف مفهوم الجهاد الذي ترتكبه تلك الجماعات الإرهابية التي استباحت دماء الأبرياء بشعارات زائفة خدمة لأغراض خبيثة باسم الدين والدين منها براء.

المصدر: وكالات

أقرأ أيضا: العراق يعلن موعد انطلاق مشروع مترو بغداد: مرحلة أولى بنهاية العام الجاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *