في خطاب ألقاه في طهران، اتهم بهروز إسباطي روسيا بقصف صحراء فارغة بدلاً من ضرب مقاتلي المعارضة السورية. هذا الاتهام على لسان الجنرال الإيراني، يشير ضمنا ، بأن روسيا كانت تكذب على الإيرانيين وعلى النظام السوري بأنها كانت الضامن و الحليف الحقيقي لنظام الأسد.

كما يشير هذا التصريح إلى وجود شرخ كبير في العلاقات الروسية الإيرانية. و يعتبر خروج نادر عن الخط الدبلوماسي الإيراني بشأن سوريا. الجدير بالملاحظة إن روسيا واحدة من أقوى حلفاء إيران في المنطقة.
روسيا حليف ضعيف و غير موثوق
سقوط نظام الأسد ما هو إلا مؤشر حقيقي وصريح بإن سياسة الكرملين في منطقة الشرق الأوسط ضعيفة و لا يمكن الأعتماد عليها.و الدليل على ذلك، قامت موسكو بالتضليل ولم تعمل على أن تؤمن تنسيق أمني على الصعيد العسكري و الاستخباراتي والمعلوماتي من أجل إنقاذ نظام الأسد.
قد يهمك أيضا: منشق عن حركة الشباب الصومالية يفضح التطرف الفكري لفرع القاعدة في الصومال.. تعرف على التفاصيل
تأتي هذه التصريحات بعد أسابيع من محاولة المسؤولين الإيرانيين التقليل من خسارة سوريا وانهيار النظام الموالي لها في دمشق والذي قاده بشار الأسد. تم نشر التسجيل الصوتي للخطاب بواسطة صحفي يقدم تقارير عن إيران. وبحسب الترجمة للتسجيل، قال إسباطي : “لقد هُزمنا، وهُزمنا بشدة. لقد تلقينا ضربة كبيرة للغاية، وكان الأمر صعبًا للغاية”.
الجدير بالذكر، وصفت مصادر إعلامية بأن بهروز إسباطي قائد كبير ومهم في الحرس الثوري الإيراني. قدم الجنرال رؤية صريحة حول الضربة التي تلقتها إيران ومنظورها العسكري في المستقبل.
الفساد و الرشوة أحد أسباب انهيار نظام الأسد
كما ألقى الجنرال باللوم إلى حد كبير على الفساد الداخلي في سقوط الأسد. وأضاف إن الرشوة كانت منتشرة بين كبار المسؤولين والجنرالات في سوريا.وأضاف أن العلاقات بين دمشق وطهران توترت على مدار العام الماضي. يمثل هذا الأعتراف تقييمًا صريحًا بشكل استثنائي بين كبار القادة الإيرانيين لموقفها في سوريا، حيث لا تزال القيادة السياسية الجديدة تتجمع في غياب الأسد.
فر الأسد، الحليف القديم لكل من إيران وروسيا، من دمشق في أوائل ديسمبر / كانون الأول عندما اقتحمت قوات المعارضة السورية العاصمة من الشمال الغربي. و بنفس الوقت، يعتقد المراقبون الدوليون أن تقدم مقاتلي المعارضة حدث إلى حد كبير بسبب الإرهاق التي تعانيه مصادر القوة العسكرية الروسية في حربها في أوكرانيا. بالإضافة إلى إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أوقف المساعدات العسكرية لسوريا، بحسب تصريح كامل صقر وهو مساعد كبير سابق للأسد لإحدى القنوات الإعلامية.
قال كامل صقر إن الأسد طلب من بوتن الموافقة شخصيًا على نقل المساعدات العسكرية إلى سوريا جواً . وأن الزعيم الروسي وافق.
وكان من المقرر نقل المساعدات عبر طائرات إيرانية. لكن صقر قال إن طهران أبلغت الأسد بأنها لم تتلق أي طلبات من موسكو. ثم سأل الأسد موسكو عن هذا، لكن “لم تأت إجابة”، كما قال صقر.
هل ستتمكن موسكو من الاحتفاظ بقواعدها في سوريا؟
لقد جلب سقوط الأسد، الذي لم تتحرك موسكو ولا طهران لمنعه، عواقب عميقة على القوات الروسية في المنطقة. كانت موسكو تعتمد في السابق على قاعدة جوية وقاعدة بحرية. احتفظت بهما بموجب اتفاق مع الأسد، لعملياتها في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا ستتمكن في نهاية المطاف من مواصلة صيانة هاتين المنشأتين. لكن التقارير تشير إلى أنها تستعد لنقل الكثير من معداتها خارج سوريا. وفي يوم الجمعة، قالت مصادر إعلامية إن موسكو تخطط لنقل أصولها إلى ليبيا.
المصدر: وكالات + وسائل تواصل إجتماعي
أقرأ أيضا: ماذا ينتظر روسيا في سوريا بعد سقوط نظام الأسد الذي دعمته على مدى نصف قرن؟