حرب الظل الإيرانية: جبهة الحوثيين للاضطرابات الإقليمية

434
404

المشروع الذي تراهن عليه إيران بأستخدام أذرعها المسلحة وعلى رأسها ميليشيا الحوثي، يثبت فشلهُ يوماً بعدَ يوم. فكما راهنت إيران على قوى أخرى زرعتها داخل بلدان عربية كلبنان مثلاً، فقد فشلت بذلك أيضاً، والتغيرات السريعة التي شهدناها حتى الآن تؤكد ذلك الفشل. إلا أن صاحب المشروع التوسعي الإيراني ما زال يتجاهل ذلك الفشل ويشجع على التضحية بشعوب الدول العربية لتكون وقوداً لصراعاته الدولية، فلبنان أصبحت في مكان آخر، وسوريا خرجت من الشرنقة، والضغط الداخلي في العراق على المجاميع المسلحة التابعة للمشروع يزداد. 

الحوثيون: مغامرة إيران الأخيرة في شرق أوسط متغير

يتزايد إدراك الحوثيين بأنهم الحلقة الأضعف في شبكة إيران الإقليمية، وهو دورٌ بات جليًا مع تآكل نفوذ طهران بسرعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وفي خطوة يائسة، تعتمد إيران الآن على الحوثيين كورقة أخيرة لتعطيل طرق الشحن الدولية وزعزعة الأمن في البحر الأحمر وخليج عدن.

على الرغم من التحولات الجذرية في سوريا ولبنان، يتمسك الحوثيون بشعارات بالية وأوهام النصر. إنهم يحاولون الوقوف في وجه تيار التاريخ، متجاهلين حقيقة أن العالم من حولهم يتغير بسرعة. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن البعض لا يزال يصدق خطابهم الفارغ.

في غضون ذلك، تدرك القوى العالمية الكبرى الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب وبحر العرب للتجارة الدولية. ونتيجة لذلك، تلتزم الدول بقيادة الولايات المتحدة بمواصلة الجهود العسكرية الرامية إلى تحييد التهديد الحوثي من الداخل.

انهارت طموحات الحوثيين في الاعتراف بهم كقوة إقليمية شرعية. والآن، حوّل المجتمع الدولي تركيزه إلى اليمن، واضعًا حل النزاع وإحلال السلام الدائم في المنطقة على رأس أولوياته.

التصعيد الحوثي في ​​البحر الأحمر: تهديد للأمن البحري العالمي

أدى ولاء الحوثيين الراسخ للتوجيهات الخارجية، وخاصةً من إيران، إلى أعمال متهورة تُشكل مخاطر جسيمة على الأمن الإقليمي والدولي. فمنذ شنّهم هجمات على سفن تجارية وعسكرية في خليج عدن والبحر الأحمر، بما في ذلك سفن تابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أطلق الحوثيون تصعيدًا غير مسبوق في التهديدات البحرية.

أصبحت هذه الممرات المائية الاستراتيجية، الحيوية للتجارة العالمية، مناطق عسكرية نشطة. وتستمر هجمات الحوثيين في تعطيل الملاحة، بينما تضرب القوات الأمريكية مراكز القيادة والسيطرة التابعة لهم. وردًا على ذلك، أطلق الاتحاد الأوروبي أيضًا مبادرته العسكرية، عملية أسبيدس، للمساعدة في حماية الطرق البحرية.

ونتيجةً لهذه الأعمال العدوانية، تأثرت مصالح أكثر من 65 دولة، بما في ذلك مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، بشكل مباشر. وبعيدًا عن تحقيق أهدافهم، زاد الحوثيون من عزلتهم. فشلت محاولاتهم لحشد الدعم الشعبي في اليمن والعالمين العربي والإسلامي الأوسع، وتتعرض قدراتهم العسكرية لتدهور ممنهج بفعل الضربات الأمريكية والبريطانية المنسقة تحت مظلة تحالف “حارس الرخاء”.

ولم يؤدِ عدوان الحوثيين المستمر إلا إلى تعميق أزمتهم، وجعلهم أكثر عرضة للخطر ومدانين عالميًا.

الدعاية الحوثية تُؤتي ثمارها العكسية: رفض متزايد داخل اليمن

لم تفشل جهود الحوثيين لحشد الدعم المحلي من خلال رواية ملفقة عن مقاومة الأعداء الخارجيين فحسب، بل أتت بنتائج عكسية كارثية. فبدلاً من كسب التعاطف أو الشرعية، يواجهون الآن خيبة أمل ورفضًا واسع النطاق من داخل اليمن.

تكشف التقارير الاستقصائية، المدعومة بشهادات موثوقة من داخل البلاد، أن الحوثيين يُكافحون لتجنيد مقاتلين جدد. ولا تزال أزمة شرعيتهم المتفاقمة تُضعف نفوذهم، حيث يرفض المزيد من اليمنيين دور الجماعة كوكيل لأجندة إيران المزعزعة للاستقرار.

هذا يُثير سؤالاً مُلحاً: متى سيتخلى الحوثيون عن دورهم كمنفذي أوامر النظام الإيراني – خاصة الآن وقد بدا أن طهران تنأى بنفسها عنه وتتركهم يواجهون العواقب بمفردهم؟

تتكشف رواية الحوثيين، ويتغير تيار الرأي العام. ومع ضعف مكانتهم السياسية والعسكرية، أصبحت الحاجة إلى إيجاد حل سلمي في اليمن أقوى.

المصدر: وكالات+ وسائل تواصل إجتماعي

أقرأ أيضا: الفنانة المصرية مي الغيطي تتزوج في لندن بحضور وزراء وشخصيات عامة

2 thoughts on “حرب الظل الإيرانية: جبهة الحوثيين للاضطرابات الإقليمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *