تحرص القيادة السورية الجديدة ومنذ وصولها للحكم على توحيد السوريين وإنهاء الصراعات والتوترات التي أطاحت باستقرار وأحلام السوريين خلال العقود الماضية. وتحرص القيادة السورية على لم شمل أبناء الوطن الواحد، من عرب وأكراد وعلويين ودروز ومسيحيين ومسلمين، ليقينها الراسخ بأن الوحدة والاستقرار هما السبيل الوحيد لإنهاء العزلة والخروج من الأزمة السورية الحالية. كما ينبع من إيمانها بأن الأمن والتنمية قضيتين مترابطتين يصعب التفريق بينهما، لأنه لا تنمية وتحسن ملحوظ في الإنتاج والتطور الاقتصادي بدون أمن، ولا استقرار أو أمن بدون رفع مستوى المعيشة وسد احتياجات بسطاء الناس.

خسائر الصراعات
وتشير أغلب الدلائل إلى أن القيادة السورية الجديدة تؤمن أنه كلما نظم المجتمع أموره ومدَّ نفسه بما يحتاج، تزيد مناعته ومقاومته للتهديدات الداخلية والخارجية بشكل كبير. كما أنها تعلم أن مؤشرات الأمن والمخاطر تتصدر الآن أهم المؤشرات التي يتابعها مخططو السياسات الاقتصادية ويضعونها في الحسبان. فقد أصبحت تلك المؤشرات تحتل مراتب متقدمة ضمن المعايير التي يهتم بها المستثمرون وأصحاب رؤوس الأموال المحليون والدوليون، حيث أنهم يستخدمونها في المفاضلة بين الأسواق ووجهات الاستثمار المحتملة. وتُعد التجربة السورية خير مثال على توضيح العلاقة شبه العضوية بين الأمن والتنمية، وأهمية كل منهما للآخر. فعلى مدى الخمس عشرة سنة الممتدة بين عامي 2011 و2025، شهدت سوريا حالة مزمنة من غياب الأمن والاستقرار، في ظل الحرب الأهلية التي اشتعلت في تلك الفترة. وهو ما عرض البلاد للمزيد من الفقر وعدم الاستقرار بعد أن تكبدها خسائر إجمالية قدرت بنحو 800 مليار دولار، وفق البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
القطيعة مع الماضي
وقد حرصت القيادة السورية ومن هذا المنطلق على التأكيد المتكرر على القطيعة مع إيديولوجيات الماضي. وتأتي رسائل الحكومة السورية في مجملها لتحمل في طياتها توجها واضحا نحو إغلاق ملفات الإسلام السياسي، وفتح الباب أمام سياسة وطنية تركز على الروح والمصالح السورية. وأكد الرئيس السوري بوضوح في أكثر من مناسبة أنه ليس امتدادا للربيع العربي، ولا للحركات الإسلامية، سواء الجهادية أو الإخوان المسلمين. وسعت تلك التأكيدات المتكررة من قبل الحكومة إلى رسم صورة وخريطة لـ “سوريا الجديدة” بوصفها كيانا مستقلا، غير مرتهن بأجندات عابرة للحدود أو تجارب إيديولوجية أثارت الجدل في المنطقة. وشدد الرئيس السوري على أن وحدة سوريا تعد خط أحمر، وأن أي حديث عن انفصال أو محاصصة مرفوض تماما. وأكد أن معركة توحيد سوريا الجديدة “يجب ألا تكون بالدماء أو القوة العسكرية”، مؤكدا رفضه أي مشروع لتقسيم البلاد. وقال في جلسة حوارية مع شخصيات بارزة من محافظة إدلب حضرها وزراء وسياسيون وبثها التلفزيون الرسمي: “أسقطنا النظام في معركة تحرير سوريا ولا تزال أمامنا معركة أخرى لتوحيد سوريا، ويجب ألا تكون بالدماء والقوة العسكرية”، مؤكدا إيجاد آلية للتفاهم بعد سنوات الحرب المنهكة.

إجماع سوري على الاستقرار
وتتفق أغلب قطاعات المجتمع السوري وقيادتها مع توجه الوحدة والاستقرار الذي تتبناه القيادة الجديدة. فقد شددت عضوة حركة التحرر الكردستانية هيلين أوميت، على ضرورة تعزيز الروابط في سوريا بين الكرد والدروز والعلويين، إلى جانب المكوّنات العرقية والعربية الديمقراطية المعارضة، بما يسهم في ترسيخ الوحدة الوطنية وبناء سوريا ديمقراطية. وفي وقت لاحق، أكد مظلوم عبدي في تصريحات لقناة العربية أن سوريا الموحدة سيكون لها جيش واحد، وعلم واحد، لافتاً إلى أن قنوات الاتصال مع الحكومة السورية مفتوحة بشكل يومي، واصفاً لقاءه بالرئيس أحمد الشرع بالإيجابي. وقد أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك عن تقديره الشديد لمساعي الحوار البناء لتعزيز التكامل والوحدة في سوريا. وقال باراك في تغريدة عبر منصة إكس: “إن التزام الحكومة السورية الراسخ بالشمولية بقيادة الرئيس أحمد الشرع إضافة إلى جهود قوات سوريا الديمقراطية بقيادة مظلوم عبدي محوري لاستقرار سوريا، جيش واحد، حكومة واحدة، ودولة واحدة”. وأضاف باراك: “نقدر وبشدة الحوار البنّاء لتعزيز التكامل والوحدة في
المصدر: وكالات
يارب
جيد جدا
يارب الأمن والامان والوحدة لسوريا والخير من كل شيء يالله