للاذقية تُحترق: حرائق الغابات تلتهم 15,000 هكتار وتدفع باتجاه جهود إنقاذ عاجلة

2
9

غابات اللاذقية تحترق، وسوريا بحاجة إلى مساعدة فورية! مع تحول 15,000 هكتار إلى رماد وتشريد المجتمعات، تواجه الأمة أزمة بيئية وإنسانية. هل يمكن للتضامن الجماعي إنقاذ تراث سوريا الطبيعي ودعم شعبها؟

حرائق الغابات في سوريا (رويترز)
حرائق الغابات في سوريا (رويترز)

أعلنت وزارة الزراعة السورية عن خسائر كارثية جراء حرائق الغابات التي اجتاحت محافظة اللاذقية، مُدمرةً حوالي 15,000 هكتار من الأراضي الحرجية والزراعية، وسط موجة حر شديدة وجفاف طويل الأمد. كشف الدكتور أمجد بدر، وزير الزراعة، أن التقييمات جارية لتحديد حجم الأضرار، بينما تتعهد الحكومة بدعم المزارعين المتضررين وإعادة تأهيل المناطق المنكوبة. ومع استمرار فرق الإطفاء في مواجهة الحرائق وسط ظروف خطيرة، بما في ذلك تهديد الألغام المتبقية من الحرب الأهلية، يبرز هذا الأزمة هشاشة المنطقة أمام الكوارث المناخية. يستعرض هذا التقرير حجم الدمار، والتحديات التي تواجه جهود الإنعاش، والدعوة الملحة للمساعدة الدولية.

خسائر كارثية في غابات اللاذقية

منذ بداية يوليو 2025، اجتاحت حرائق غابات مدمرة المناطق الجبلية والحرجية الكثيفة في محافظة اللاذقية، مُدمرةً حوالي 15,000 هكتار من غابات الصنوبر والمزارع والأراضي الزراعية، وفقًا لوزير الزراعة الدكتور أمجد بدر. تفاقمت الحرائق بسبب درجات الحرارة القصوى، وانخفاض الرطوبة، والرياح القوية، وانتشرت عبر 40 نقطة اشتعال، خاصة في مناطق مثل قسطل معاف، رأس البسيط، كسب، وجبل تركمان. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرائق التهمت أكثر من 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا، حيث تجاوزت المساحة المحترقة 100 كيلومتر مربع، وهي أكبر من العاصمة دمشق. أعاقت وجود الألغام والذخائر غير المنفجرة من الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا جهود الإطفاء، مما عرض الطواقم للخطر وأخر التطويق. أصيب ثمانية من أفراد الدفاع المدني، دون تسجيل إصابات بين المدنيين. يواصل الدفاع المدني السوري، المعروف باسم “الخوذ البيضاء”، إلى جانب فرق من تركيا والأردن، نشر أكثر من 160 سيارة إطفاء و12 وحدة من الآليات الثقيلة وطائرات هليكوبتر لمكافحة الحرائق.

الأثر البيئي والاقتصادي عميق. تعد غابات اللاذقية، التي تضم الصنوبر والأرز والبلوط، حيوية للتنوع البيولوجي وسبل عيش السكان المحليين والصناعات مثل الأخشاب والزراعة. يهدد فقدان البساتين والمحاصيل الأمن الغذائي، خاصة مع جفاف قلص هطول الأمطار بنسبة 40% هذا الموسم، مما يعرض ما يصل إلى ثلاثة أرباع محصول القمح في البلاد للخطر. أكد الوزير بدر أن الحكومة تجري دراسات تفصيلية لتقييم النطاق الكامل للأضرار، التي وصفها وزير إدارة الطوارئ والكوارث رائد الصالح بـ”كارثة بيئية حقيقية”.

طريق التعافي وسط التحديات

استجابةً للأزمة، تعمل الحكومة السورية على تعبئة الموارد لدعم المجتمعات المتضررة واستعادة المناظر الطبيعية المدمرة. أعلن الدكتور بدر عن خطط لإعادة المزارعين إلى أراضيهم بمجرد السيطرة الكاملة على الحرائق، مع التزام بإعادة تأهيل المناطق المتضررة من خلال برامج إعادة التشجير واستعادة الزراعة. ومع ذلك، فإن التحديات هائلة. التضاريس الوعرة، إلى جانب مخاطر الألغام، تعقد جهود الإطفاء والترميم. تعيق الموارد والبنية التحتية المحدودة، المجهدة بسبب سنوات الحرب والعقوبات، قدرة سوريا على الاستجابة بفعالية. توقف محطة كهرباء البسيط في اللاذقية عن العمل، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل إمدادات المياه في 25 قرية، مما يزيد من الأثر الإنساني.

أصدر الوزير رائد الصالح نداءً عاجلاً للمساعدة الدولية، داعيًا إلى دعم لإخماد الحرائق وتسهيل جهود الإنعاش. تقدم الأمم المتحدة وشركاؤها المأوى والغذاء والرعاية الصحية لحوالي 1,900 أسرة متضررة، مع تشريد المئات وما زال الآلاف معرضين للخطر. يبرز مشاركة الفرق التركية والأردنية، بما في ذلك طائرات الهليكوبتر والطائرات، الحاجة إلى التعاون الإقليمي لمواجهة هذه الأزمة. يتم تطوير خطط طويلة الأجل لاستعادة الغابات بالتنسيق مع المنظمات الدولية، لكن حجم الكارثة يتطلب دعمًا عالميًا مستدامًا لإعادة بناء سبل العيش ومنع المزيد من التدهور البيئي.

المصدر: وكالات

أقرأ أيضا: اليويفا يُحدث ثورة في دوري أبطال أوروبا: قواعد جديدة تُعيد تعريف ميزة اللعب على أرض الفريق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *