يتعرض مخيم الهول، شرق سوريا، لحملة من التخريب والأعمال الإرهابية والإجرامية المتعمدة التي تقوم بتنفيذها الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة المزعوم داخل المخيم. وتؤكد التقارير الصحفية والأمنية قيام تلك العناصر الإرهابية باستهداف مقرات المنظمات الإنسانية والخيرية التي تقدم الخدمات لسكان المخيم وتتعمد إحراق وتخريب مقتنياتها. وقد سجّلت إدارة المخيم، الواقع جنوب مدينة الحسكة، تدهوراً كبيرا في الأوضاع الأمنية داخل المخيم مؤخرا بسبب تكرار تلك العمليات التخريبية والاعتداءات الإجرامية التي يتورط فيها عناصر شابة مرتبطة بالخلايا النائمة.

أعمال العنف بمخيم الهول تقويض للخدمات الحيوية للمنظمات الإنسانية
كشفت إدارة مخيم الهول للصحف العربية عن قيام عدد كبير من العناصر المنتمية للتنظيم الإرهابي باستهداف 3 مراكز تابعة لمنظمات إنسانية والقيام بحرق وتخريب ونهب محتوياتها. كما قاموا برمي فرق الإغاثة بالحجارة. وأكدت إدارة المخيم أن انتشار أعمال العنف قد أجبر الكثير من تلك المنظمات على وقف أنشطتها بعد عجزها عن تقديم خدماتها الحيوية لقاطني المخيم. وتشير التقارير الواردة من المخيم إلى تضرر أعداد كبيرة من قاطني المخيم من تلك الأعمال، خاصة وأنهم يعتمدون في توفير الخبز والماء وتأمين الحاجات الضرورية على ما تقدمه تلك المنظمات. كما ألحقت تلك الأعمال الضرر بكتلة كبيرة من الموظفين والعاملين بتلك المؤسسات الإنسانية، والتي تقارب 30 ألف عامل موزعين على المنظمات العاملة سواء في مخيم الهول أو عموم شمال-شرق سوريا. كما تشير المصادر الأمنية إلى أن التدهور الأخير أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات الجرائم مؤخرا، مؤكدة أنه تم تسجيل 11 جريمة خلال أقل من 72 ساعة داخل المخيم. وقالت تلك المصادر أن بعض من تلك “الجرائم أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، أحدهم من الجنسية العراقية، وإصابة آخرين”. وأشارت إلى أن “ما يحدث داخل المخيم يعود إلى صراعات بين خلايا تنظيم داعش، حيث تحاول كل مجموعة فرض سيطرتها على المجموعات الأخرى، ما أدى إلى تصاعد حدة “العنف”.
الخلايا النائمة تسعى إلى تقوية صفوفها
حذر مسؤول أمني مطلع من مساعي الخلايا النائمة إلى إعادة تنظيم صفوفها وحشد أتباعها، موضحا أن هذه العمليات العدائية تأتي في إطار تحركات منظمة وممنهجة تحمل بصمات التنظيم الإرهابي. وأضاف المسؤول: “أن هناك أسباب واضحة لهذه التحركات التي تصدر وفق إشارات وتوجيهات من زعماء الخلايا”. وأضاف: “عندما يتم الهجوم على مراكز المنظمات، نرى مشاركة أعداد كبيرة من المهاجمين، نعتقد أن هناك خلايا تعمل من الخارج تقوم بتحريك تلك العناصر داخل المخيم”. كما عبر أحد المسؤولين بإدارة المخيم لوكالات الأنباء عن مخاوفه من التطورات الأخيرة: “إن المخيم في هذه المرحلة يشهد عمليات تخريب كبيرة تطال مراكز المنظمات، وبشكل عام، تمر علينا فترات ترتفع فيها حالات الجرائم والتخريب داخل المخيم، ولكن هذه الفترة بالتحديد هي واحدة من أكثر الفترات حساسية، حيث نلاحظ ازدياداً في حالات العنف داخل المخيم”. وأشار المسؤول إلى أن أغلب الأسلحة المستخدمة في تلك الهجمات تُصنع من الحديد داخل المخيم، كما يتم استخدام قنابل المولوتوف في عمليات الحرق التي تستهدف المراكز.
حملات أمنية مكثفة تتعقب الخلايا النائمة الموالية للتنظيم

وقد نفذت القوات الأمنية خلال الفترة الماضية عدداً من الحملات الأمنية لتعقب الخلايا النائمة الموالية للتنظيم داخل المخيم. كما قامت بعدد من المداهمات التي استهدفت أجزاء مختلفة من المخيم، وأسفرت عن اعتقال مجموعة من المتورطين في تلك الأعمال، من بينهم قائد العمليات العسكرية للخلايا النائمة، إضافةً إلى المسؤول الأول عن عمليات التجنيد. كما أكد مسؤول أمني بارز في قوى الأمن: ” توقيف محمود صافي، المعروف بأبي البراء، وهو الأمير العسكري للتنظيم، وعبد الرزاق محمود السلامة، الملقب بأبي عبد الرحمن، وهو شرعي ومكلف بتجنيد الأطفال وتنظيم حلقات سرية وتلقينهم الفكر المتطرف”.
الخلايا النائمة و السعي إلى خلق أهوال داخل مخيم الهول
يُعد مخيم الهول أكبر مخيمات اللاجئين في سوريا على الإطلاق. ويضم مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخصاًً، بينهم أكثر من 30 ألف طفل وامرأة من جنسيات سورية، عراقية، وأجنبية أوروبية، آسيوية، وشمال-أفريقية. شهد المخيم مئات محاولات الهروب، غالبًا عبر مهربين أو فوضى داخلية. كما وقعت عشرات عمليات الاغتيال التي استهدفت نساء أو عناصر أمنية، أغلبها على يد خلايا نائمة لداعش. رغم الرقابة، يتم تهريب الأسلحة الخفيفة إلى داخل المخيم، كما تنشط خلايا نائمة تابعة لداعش، تنفذ عمليات اغتيال وتحريض داخل المخيم. بالمقارنة مع مخيم روج، يُعد الهول أكبر وأخطر من حيث عدد السكان والمشاكل الأمنية. أما روج أكثر تنظيمًا ويضم عددًا أقل من المتشددين، غالبيتهم نساء أوروبيات.
اعتبارًا من 17 آذار / مارس 2025، كان حوالي 23,000 من الموجودين في المخيمات (مخيم الهول ومخيم روج) من الأجانب، وأكثر من 60% منهم أطفال، معظمهم دون سن الثانية عشرة، وفقًا لتقارير موثوقة. معظم البقية من النساء، بما في ذلك العديد من النساء اللاتي تم تهريبهن بواسطة التنظيم الإرهابي. حوالي 15,000 من الأجانب والعراقيين في الهول وروج. وأكثر من 8,000 آخرين من ما يقارب 60 دولة مختلف
المصدر: وكالات
إقرأ أيضا: في ذكرى مجزرة الشعيطات