من يقف وراء الفوضى؟: التدهور الأمني في العراق ودور الميليشيات المدعومة إيرانيًا

58
38

هل تُشعل الميليشيات المسلحة فتيل الفوضى في العراق؟ اكتشف من يستفيد من تصعيد الهجمات على القواعد العسكرية والمناطق المدنية!

التدهور الأمني في العراق
التدهور الأمني في العراق

تواجهُ بعض الميليشيات المسلحة في العراق والمدعومة من النظام الإيراني اتهامات بالوقوف وراء استهداف مواقع عسكرية عراقية مثل قاعدة التاجي وقاعدة الإمام علي الجوية. إذ أسفرت الهجمات المسلحة على هذه المواقع عن تدمير أنظمة رادار ومراكز اتصالات. السبب الرئيسي وراء توجيه أصابع الاتهام لهذه الميليشيات المسلحة هو امتلاكها لطائرات إيرانية مسيرة هجومية وصواريخ. قامَ النظام الإيراني بتزويدها لها في وقتٍ سابق. مما زاد الشكوك بشأن دورها المحتمل في تصعيد الهجمات داخل العمق العراقي.

هجمات الطائرات المسيرة: تصعيد خطير يهدد استقرار العراق

وفقاً لمصادر أمنيّة عراقية، فقد سُجّلت أكثر من 22 ضربة بطائرات مسيّرة في ست محافظات عراقية خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وتنوّعت أهداف تلك الضربات بين قواعد عسكرية، ومنشآت نفطية، وثكنات حدودية، وحتى مناطق سكنية مدنية. تَعدّدت أنواع الطائرات المستخدمة فيها ما بين صغيرة الحجم تحمل رؤوساً متفجّرة تزن ما بين 3 و4 كيلوغرامات، ومزوّدة بتقنيات نظام تحديد المواقع GPS منخفضة الدقة، وأخرى بدائية توحي باستخدامها من قبل جهات مسلحة غير نظامية.

دور إيران والميليشيات: هل هي محاولة لإعادة ترتيب النفوذ؟

تَربَط هذه الهجمات بتداعيات الصراع الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وسط تقديرات لمحللين بأن بعض الأطراف المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تحاول تصدير الصراع إلى الداخل العراقي أو استثماره لإعادة ترتيب موازين النفوذ. ويرجح المحللون بأنَ هنالك جهات مسلحة في العراق معنية بإرباك الوضع الأمني العراقي من خلال بث شعور عام بعدم الاستقرار. أعقبت ذلك تقارير متتالية في وسائل إعلام إيرانية زعمت أن الهجمات استهدفت قواعد معادية لإيران. غير أن وزارة داخلية إقليم كردستان العراق نفت ذلك قطعياً، مؤكدة في بيان مقتضب لها بأنَ ليس هناك أي قواعد معادية لإيران في كردستان العراق، مضيفة أن “هذه الهجمات تنفذها ميليشيات مسلحة مدعومة من النظام الإيراني بهدف إثارة الفوضى.”

سياسة الأرض المحروقة

يبدو أن الضغوط الشعبية الكبيرة التي تواجهها الميليشيات المسلحة الموالية لإيران داخل العراق حالياً بدأت تَدفَعها لاستخدام سياسة حرق الأرض، وذلكَ عبر شَن الهجمات المسلحة من أجل أشغال الرأي العام، ومحاولة إعادة اكتساب شعبية لهذه الميليشيات تحتَ ذريعة حماية العراق من عدو وهمي تحاول الميليشيات صناعتهِ بنفسها. خصوصاً في ظل انخفاض الدعم الشعبي لهذه الميليشيات في السنوات الأخيرة، وذلكَ بسبب تورطها بعمليات جرائم اغتيال وفساد مالي هائل أدت إلى تضخم كبير في ثروات زعمائها المالية.

تعرف على أبرز أذرع إيران في العراق

تُعتَبر ميليشيات كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، من أبرز أذرع النظام الإيراني المسلحة في العراق، والتي أعلنت بوضوح رفضها لأي دعوات لنزع السلاح، معتبرة أن هذا الملف “خارج التفاوض”. في المقابل، تكررت الدعوات الشعبية وأبرزها دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، لحصر السلاح بيد الدولة، لتُسلّط الضوء على تَمرد واضح للميليشيات العراقية المرتبطة بإيران على دعوات المرجعية العليا في النجف الأشرف.

المصدر: وكالات

أقرأ أيضا: مي كساب تعود بقوة: إعادة صياغة مسيرتها الفنية في 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *