في خطوة تعكس طموحاتها الإقليمية المتصاعدة، دشّنت سلطنة عُمان المرحلة الأولى من مشروع استراتيجي ضخم لربط شبكتها الكهربائية بالجمهورية اليمنية، ضمن خطة أوسع لتعزيز شبكات الطاقة العابرة للحدود.

وقد أسندت شركة نقل الكهرباء العُمانية (OETC) عقد إعداد الدراسة الشاملة للمشروع إلى شركة “مونينكو” العالمية المتخصصة في هندسة الطاقة، والتي وصفت المشروع بـ”الخطوة المفصلية” نحو تعزيز أمن الطاقة في المنطقة.
طاقة تتجاوز الحدود.. وترسم معادلات جديدة
لا يقتصر مشروع الربط الكهربائي بين عُمان واليمن على أبراج وأسلاك، بل يضع أساسًا لتكامل اقتصادي وأمني وطاقة سيُعيد تشكيل معادلات التأثير في الخليج والجزيرة العربية.
وتأتي هذه الخطوة تزامنًا مع تحركات عُمانية لتعزيز التعاون مع إيران، عبر مذكرة تفاهم لدراسة ربط شبكتي البلدين عبر مضيق هرمز، إضافة إلى توسعة الربط مع شبكة مجلس التعاون الخليجي.
شبكة عملاقة قيد الإنشاء
في موازاة المشروع اليمني، تعمل عُمان على إنشاء خط كهرباء مباشر بقدرة 400 كيلوفولت، يربط محطة عبري للطاقة في عُمان بميناء السلع في دولة الإمارات.
ويمتد هذا المشروع لمسافة 528 كيلومترًا، ومن المتوقع اكتماله في الربع الأول من عام 2027، ما سيرفع القدرة التبادلية بين عُمان ودول الخليج إلى 1700 ميغاواط.
نجاحات سابقة تُعزز الطموح
الربط بين عُمان ودول الخليج ليس فكرة جديدة، بل تطور استراتيجي بُني على نجاحات سابقة، أبرزها الربط مع الإمارات منذ عام 2011، حيث سجّل تبادل كهربائي تجاوز 840 ألف ميغاواط/ساعة خلال عام 2024 وحده.
وتؤكد البيانات الرسمية أن هذا التكامل الكهربائي يعكس قوة الترابط والتعاون داخل قطاع الطاقة الخليجي.
تحوّل استراتيجي يتجاوز الطاقة
يتجاوز مشروع الربط مع اليمن حدود الطاقة، ليحمل رسالة سياسية واقتصادية مفادها أن تكامل البنى التحتية قد يكون بوابة إلى الاستقرار والتنمية في المنطقة.
كما يفتح هذا المشروع آفاقًا جديدة تشمل الطاقة المتجددة، والتوزيع الذكي، والمراكز الإقليمية المشتركة للتحكم.
هل نشهد قريبًا شبكة كهربائية موحدة من الخليج إلى بحر العرب؟
عُمان تمهّد الطريق لذلك بخطى ثابتة.
المصدر: وكالات
أقرأ أيضا: رونالدو يكتب التاريخ من جديد.. البرتغال إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية بعد فوز مثير على ألمانيا