أسباب تجبر روسيا البقاء في سوريا.. ماهي وكيف تتعامل مع الوضع السوري الراهن؟  

103
81

يبدو جليا الآن إن الحكومة الروسية تحاول استعادة وعيها واتزانها، نوعا ما، بعد الصدمة التي تسبب بها سقوط حليفها بشار الأسد وهروبه إلى ارضيها. فها هي الان تلملم جراحها وتريد فرض نفسها مجددًا على المشهد السوري ومنطقة الشرق الأوسط مرة أخرى.

تقليل خسائر روسيا

لقد شكل السقوط المفاجئ لنظام الأسد صدمة وضربة قاسية لموسكو وحكومتها. فبعد أكثر من تسع سنوات من الدعم العسكري المباشر على الأرض، وأكثر من أربعة عشر عاما من الدعم الدبلوماسي والسياسي له. تناثر الأسد ونظامه كالرماد أمام اعين الجميع. تاركًا روسيا تتخبط لتجميع أوراقها والحفاظ على ما تبقى من سمعتها ومكانتها.

 ففي الشهر المنصرم، زار وفد روسي يرأسه المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرينتييف دمشق في أول زيارة رسمية روسية من هذا المستوى منذ انهيار نظام الأسد. اكتفت وزارة الخارجية الروسية بالقول بأن هدف الزيارة هو من اجل التوصل إلى “اتفاقات بين موسكو ودمشق.” إلا أن مصادر مطلعة أبلغت وسائل الأعلام أن روسيا تحاول جاهدة الإبقاء على آخر موطئ قدم للقوات المسلحة الروسية في الشرق الأوسط. هذه القواعد هي قاعدتي حميميم وطرطوس، التي لم تتوقف عن صب الجحيم على الشعب السوري حتى فترة وجيزة.

سياسة المنفعة أحادية الجانب

ليس من غير المعتاد أن تسعى الدول إلى البحث عن مصالحها ومصالح شعوبها، فهذا ما تقوم عليه اغلب العلاقات الدولية. لكن الحال مختلف مع المشهد الروسي-السوري، حيث اتسمت هذه العِلاقة منذ صعود عائلة الأسد إلى الحكم في العام 1972 حتى 2024، بالمنفعة أحادية الجانب لمصلحة روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا).

قد يهمك ايضا: سوريا تطرح مناقصة لشراء 100 ألف طن من قمح الطحين

 منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 استغلت موسكو الحرب لإبرام اتفاقيات غير متوازنة مع الأسد، لها طابع الرشوة السياسية. فقد وقع بشار اتفاقًا يعطي روسيا امتياز إدارة ميناء طرطوس لمدة 50 عاما. علاوة على ذلك، استثمار احتياط الفوسفات، وغير ذلك من المشاريع التي أدرت المنفعة على الكرملين ونظام الأسد فقط. لا الشعب السوري.

ماذا تريده موسكو الان؟


في الوقت الذي تأوي فيه روسيا بشار وأركان نظامه. ها هي الان تريد مجددًا إعادة نفس النهج الاستغلالي القديم. كما تحاول جاهدة حفظ ما تبقى من سمعتها في المنطقة، على حساب الشعب والسيادة السورية. متناسية بذلك ما اقترفته يداها بحق هذا البلد طيلة العقود الماضية.

المصدر: وكالات

أقرأ أيضا: إبراهيم دياز يضمن فوز ريال مدريد على أتلتيكو مدريد في مواجهة دوري أبطال أوروبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *