“الحجاج يتدفقون إلى قمم جبل عرفات المقدسة في وحدة روحانية”

146
53

في مشاهد روحانية مهيبة زينت صعيد عرفات المقدس، تسابق الحجاج لصعود جبل عرفات، مرددين بصوت واحد التلبية: “لبيك اللهم لبيك”، رافعين أيديهم بالدعاء والتضرع. وبعد غروب الشمس، بدأوا في الاستعداد للانطلاق إلى مزدلفة، لقضاء ليلتهم هناك تحت السماء المفتوحة في أجواء من الإيمان والخشوع.

عيد الأضحى 2025، التضحية في السياق الإسلامي

تقليد إسلامي مقدس

يُعدّ عيد الأضحى المبارك من أقدس المناسبات الإسلامية، ويُحتفل به عالميًا في العاشر من ذي الحجة. يُحيي هذا العيد المقدس، المتوقع حلوله في يونيو \ حزيران 2025 تقريبًا عند ثبوت رؤية الهلال، ذكرى طاعة النبي إبراهيم عليه السلام لأمر الله بالتضحية بابنه. يرمز هذا الحدث إلى الإيمان الراسخ، والإيثار، والتفاني.

مناسك الأضحية والحج

يُعدّ مناسك الأضحية ركنًا أساسيًا في عيد الأضحى المبارك، حيث يُضحي المسلمون بحيوان – عادةً ما يكون خروفًا أو ماعزًا أو بقرة – تكريمًا لرغبة إبراهيم عليه السلام في الخضوع للإرادة الإلهية. يُقسم اللحم بدقة: ثلث للعائلة، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء، تجسيدًا لمبادئ الإحسان والمسؤولية المجتمعية في الإسلام. تتزامن هذه الممارسة مع ذروة موسم الحج، وهو الحج السنوي إلى مكة المكرمة، وهو ركن أساسي من أركان الإسلام يجذب الملايين إلى المدينة المقدسة.

الصلاة والتجمعات الاحتفالية

يبدأ اليوم بصلاة العيد، وهي صلاة جماعية خاصة تُقام في المساجد أو في الساحات المفتوحة، حيث يرتدي المصلون أجمل ملابسهم، والتي غالبًا ما تكون حديثة العهد، رمزًا للتجدد الروحي. بعد الصلاة، تتجمع العائلات لتناول ولائم فاخرة تضم أطباقًا تقليدية مثل البرياني والكباب والحلويات مثل الشير خورما. تغمر المنازل الدفء حيث يتبادل الأقارب الزيارات والهدايا، مما يعزز روابط القرابة والمجتمع.

رسالة تضحية وتضامن

يتجاوز عيد الأضحى مجرد طقوس، ليُمثل تذكيرًا قويًا بالتضحية بمعناها الأوسع – التخلي عن الرغبات الشخصية من أجل الصالح العام. إنه يعزز التضامن، حيث تضمن المجتمعات مشاركة الأقل حظًا في الاحتفالات من خلال وجبات الطعام المشتركة والدعم. تعجّ الأسواق بالتحضيرات، بينما يُشكّل الوعي المتزايد بالاستدامة ممارسات الأضاحي الحديثة، مما يعكس التزامًا بالمحافظة على البيئة.

احتفال عالمي بالوحدة

يجمع هذا الاحتفال العالمي أكثر من مليار مسلم في تعبير مشترك عن الإيمان والرحمة والإنسانية. وبينما يستعد العالم لعيد الأضحى المبارك عام ٢٠٢٥، يواصل المهرجان إلهام التأمل في التضحية والكرم والوحدة، تاركًا أثرًا دائمًا في القلوب والمجتمعات. إنه فرصة لتجديد الإخلاص الروحي وتقوية الروابط التي تربط البشرية.

المصدر: وكالات

أقرأ أيضا: عودة النازحين العراقيين من مخيم الهول: خطوة جديدة نحو إنهاء الأزمة


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *