الشعيطات تحيي ذكرى ضحاياها

169
36

أحيا أهالي دير الزور وأبناء عشيرة الشعيطات في شمال-شرق سوريا، الذكرى الحادية عشرة للمجزرة المروعة التي ارتكبها التنظيم الإرهابي بحق أبناء العشيرة عام 2014، حين أُعدم أكثر من 1200 مدنياً، وخُطف أكثر من ألف آخرين، وسط دعوات متجددة إلى محاسبة الجناة وإنصاف الضحايا. يقيم أبناء القبيلة، كل عام، مع ناشطين محليين احتفالية لتذكر المجزرة البشعة ولتذكر الأحبة والمفقودين ولتذكير العالم بضرورة تقديم الجناة إلى العدالة.

الشعيطات: جرح مفتوح و ذاكرة حية


قبل أحد عشر عاما، حول الإرهابيون ثلاث قرى في ريف دير الزور الشرقي إلى مسرح لأبشع المجازر. في آب / أغسطس من عام 2014، أرتكب عناصر تنظيم الدولة المزعوم مجزرة فظيعة بحق أبناء قبيلة الشعيطات لا لشي سوى أنهم رفضوا طغيان التنظيم وتمسكوا بأرضهم وكرامتهم. لم تكن تلك الجريمة مجرد عملية عسكرية، بل فعلًا انتقاما وحشيًا أُرتكب بحق مجتمع مسالم، تحت ستار فتاوى باطلة وسكاكين الحقد التي أعدمت بدم بارد أكثر من 1200 مدنياً واختفاء أكثر من ألف بريء، بينهم أطفال أبرياء ونساء عاجزات وشيوخ لا حول لهم ولا قوة. اليوم وبعد مرور 11 عاما على تلك المجزرة، لا يزال أبناء الشعيطات يبحثون عن رفات أحبتهم ولا تزال فرق الطب العدلي تحاول العثور على أدلة جديدة توصل إلى معلومات جديدة عن الضحايا. هذه المجزرة جرح مفتوح ومأساة حيّة تتجدد آلامها مع كل ذكرى سنوية، لتؤكد أن هذه الجريمة لم تكن مجرد رقم في سجل الانتهاكات، بل جرحاً غائراً في قلوب أسر فقدت أبناءها.

قصة ضحايا الشعيطات لازالت حية


في آب/ أغسطس 2014، ارتكب التنظيم الإرهابي في بلدة غرانيج والبلدات المجاورة لها مجزرة راح ضحيتها 850 فرداً من عشيرة الشعيطات، ودامت المجزرة ثلاثة أيام، تبعها ملاحقات من قبل التنظيم. وفي صيف 2015، أصدر التنظيم المجرم حكماًبتصفية كل من يتجاوز عمره 14 عاماً من أبناء عشيرة الشعيطات، مع مصادرة أراضيهم وبيوتهم وسبي نسائهم. ورغم عدم وجود توثيقات وإحصاءات لعدد الضحايا حتى الآن، إلا أن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا و المطلعون على المقابر الجماعية قدروا العدد بنحو 700 شخص خلال يومي الثامن والتاسع من آب/ أغسطس. ولكن بعض أبناء العشيرة ممن كتب لهم النجاة من المجزرة، يقولون إن عدد ضحاياهم على يد التنظيم يفوق 1700 من الأطفال والنساء والرجال، إضافة إلى نزوح نحو 150 ألفاً من المنطقة.

ذكرى مجزرة الشعيطات: دعوة للتضامن و مقاومة النسيان

 بعد هزيمة الإرهابيين في سوريا في عام 2019، عاد الناجون والنازحون من أبناء القبيلة إلى المنطقة وبدأ البحث عن أي أثر يدلهم على الضحايا. بعدها جاءت منظمات محلية ودولية للتحقيق والتنقيب عن رفات الضحايا. قالت نوال العلي إن “المجزرة لم تترك بيتًا بلا جرح وكل أم فقدت ابناً أو زوجاً أو أخاً، تعيش يومها في حزن لا ينتهي وأدعو المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب أهالي الضحايا”. لم يتوقف أبناء القبيلة عن تذكر المجزرة كل عام لأنهم يقاومون النسيان بإقامة احتفالية كل عام لتذكير العالم بالجريمة التي ارتكبها الإرهابيون بحق أبناء القبيلة. إضافة إلى ذلك، تبقى بيوت الشعيطات المهدمة، وأراضيهم المحروقة، ورفات أحبائهم التي لم تُجمع بعد، تبقى شواهد حيّة على وحشية التنظيم الإرهابي وفظاعة ما ارتكبه بحق هذه القبيلة الصامدة. قالت خلفة الحمد، وهي أم لثلاثة شهداء، إن “فقدان أبنائي في المجزرة كان بمثابة فقدان الحياة ذاتها. هذه الذكرى الأليمة لا تخصني وحدي، بل أصبحت جرحاً مفتوحاً في قلب كل أم وأب وأخ وابن وابنة”.


المصدر:وكالات

إقرأ أيضا: إيران تنفي و تلعب دور الضحية بعد بيان المجتمع الدولي ضد استخباراتها

2 thoughts on “الشعيطات تحيي ذكرى ضحاياها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *