يحاول النظام الإيراني إسكات منتقديه، ولا يقتصر ذلك على الداخل فحسب، بل يتجاوز حدوده، لا سيما إلى دول مثل المملكة المتحدة حيث يستهدفون الصحفيين وغيرهم ممن ينتقدونه. هذه ليست مجرد استراتيجية سياسية؛ إنها حملة ترهيب تزداد شراسة.

تهديد الصحافة الحرة خارج إيران
تستهدف حملة الترهيب الإيرانية هاته بشكل رئيسي وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في المملكة المتحدة، مثل “إيران إنترناشونال” و”بي بي سي فارسي”. بالنسبة للعديد من الإيرانيين، تُعد هذه الوسائل من بين المصادر الوحيدة للحصول على الأخبار التي لا تخضع لسيطرة النظام. ولذلك، يعتبر النظام الإيراني هؤلاء الصحفيين تهديداً كبيراً. إن الأساليب التي يستخدمونها مُرعبة حقًا، فقد واجه الصحفيون في المملكة المتحدة تهديدات بالتصفية ومخططات لاختطافهم، كما أن الأمر لا يقتصر على تهديد الصحفيين فقط، بل يلاحق النظام عائلاتهم المقيمة في إيران أيضا، حيث يضايقون الأقارب، ويستجوبونهم، بل ويسجنونهم للضغط على الصحفيين لكي يتوقفوا عن عملهم. هذا شكل قاسٍ من “العقاب بالوكالة” الذي يضع ضغطًا عاطفيًا ونفسيًا هائلًا على الناس.
منظمات دولية تندد بالحملة الإيرانية ضد الصحافة الحرة
في الواقع، أحبطت أجهزة الأمن البريطانية عدة مؤامرات منذ عام ٢٠٢٢ لتصفية أو اختطاف أشخاص على أراضي المملكة المتحدة. في الوقت نفسه، يستخدم النظام الإيراني شبكاته في المملكة المتحدة لنشر دعايته الخاصة والتأثير على الرأي العام. وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية هذه الحملة القمعية العالمية على نطاق واسع، كما حثت هذه المنظمات الدولية الجمهورية الإسلامية على وقف هذه التهديدات والانتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية وحرية الصحافة. كما ردت الحكومة البريطانية بفرض عقوبات على أفراد واستدعاء دبلوماسيين إيرانيين للاحتجاج على هذه الإجراءات. ومع ذلك، لا يزال هذا التهديد مستمراً وغير متوقع، ويشكل تحديًا خطيراً لسلامة الأفراد والحق الأساسي في حرية التعبير.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضا: بيان المجتمع الدولي ضد استخبارات إيران