على الرغم من الانتصار المُبهر الذي حققهُ الجيش العراقي في الحرب على التنظيم الإرهابي،إلا أن هذا النصر فتح باب النار بينه وبين الفصائل المسلحة المدعومة من إيران. حيثُ تمارس هذه الفصائل حرباً ناعمة وخفية ضد الجيش العراقي، عبر التقليل من دوره في تأمين الأرض العراقية وبسط الأمن فيها، ويتبجح الإعلام التابع لهم بالترويج لإنجازات غير حقيقية يقابلها حملات إعلامية مُنظمة تُقلل من قيمة وشأن الجيش العراقي.

المليشيات الموالية لإيران: أطماع توسعية على حساب أمن الدولة العراقية
تحاول المليشيات الموالية لإيران أن تستولي على القرار الأمني والعسكري للجيش العراقي، وتسخيف أدواره في كثيرٍ من الأحيان. و الجدير بالدكر أن أستمرار تَغول المليشيات ومحاولة فرض هيمنتها على مؤسسات الدولة، يمثل إهانة للجيش العراقي وباقي صنوف المؤسسة العسكرية. يأتي هذا ضمن خطة يتبناها الحرس الثوري الإيراني لإضعاف الجيش وتنحيته عن المشهد، كما حصل مع الجيش الإيراني عقب تأسيس قوات الحرس الثوري والفيالق التابعة لهُ في إيران بعدَ عام 1979. تستمر الحملات الإعلامية المناوئة ضدَ القوات الأمنية العراقية، آخرها تغريدة مايسمى بالمسؤول الأمني لميليشيا كتائب حزب الله, والتي هاجَمَ من خلالها الجيش العراقي محاولاً التقليل من شأنهُ. يبدو أن الهدف الإيراني من هذه الأجندة هو أستخدام ميليشياتها المسلحة لإعاقة تشكّيل دولة عراقية فاعلة تمتلك جيش قوي يمكن أن تتصرف مع نظام طهران بصيغة الند، أو الحليف/ الشريك، لا التابع والمنفّذ للأوامر فحسب، كذلك تهدف هذه الأجندة لخلق مجالات تَنافس وصراع بين القوات الأمنية الرسمية للدولة والفصائل المسلحة، من جهة، وتوظيف تلك الفصائل في أغراض تخدم الاستراتيجية الإيرانية وأطماعها التوسعية على حساب شعوب الدول الإقليمية.
لعبة التحدي إثبات لقوة الجيش العراقي
من أجل أن تكون الدولة العراقية، قادرة على فرض نفسها كسلطة وحيدة قادرة على ضبط النظام والقانون, صارَ لزاماً مواجهة شبكة الهيمنة الإيرانية العسكرية والأمنية المعقدة التي تعيق بناء دولة عراقية مزدهرة. فالدولة القوية هي القادرة على تحريك الجيش وقوات الأمن ضد أشكال العصيان والتمرّد الذي يمس أمنَ مواطنيها، في أجهزة الدولة العراقية هي من تَفرض القانون وتطبقهً على كل أبناء الشعب بشكل عام، أما النفوذ الإيراني في الوقت الحالي فهو بالحقيقة يعيق كل قوة وطنية مخلصة قادرة على بناء عراق مزدهر بجانب الحفاظ على سيادتهِ وتطبيق القانون والنظام.و تجدر الإشارة إلى أن مسؤولا رفيعا في ديوان وزارة الدفاع العراقية ذكرأن تحدي الجيش العراقي هو إثبات أنه القوة الأولى في العراق. وأضاف المسؤول ذاتهُ أن جهات مسلحة تدين بالولاء لإيران أكثر من العراق، و تسعى إلى تقزيم الجيش وجعله قوة ثانية وراءها. وهذا السعي لا يشمل فقط محاولات امتلاك المليشيات سلاحاً ثقيلاً ونوعياً، بل من خلال التغلغل في الجيش وتفتيته. وكشف أن قيادات في الجيش وشخصيات وطنية تعي هذا المخطط ويمكن اعتباره الأخطر الذي يهدد الجيش، وتقوده مليشيات لا يمكن أن تتحرك إلا بتوجيهات إيرانية.
المصدر:وكالات
إقرأ أيضا:استمرار تصدير الفوضى للشرق الأوسط… من المسؤول عن ذلك ؟
احسنتم
السلام عليكم