يحتفل المسلمون في سوريا كل عام بقدوم شهر رمضان المبارك باعتباره شهر العبادة والمحبة والتسامح. فقد قرب رمضان بين السوريين وجمعهم عبر العصور في مسجد واحد وعلى مائدة واحدة سواء في دمشق أو الرقة من أجل الشكر والعبادة والاحتفال بقدوم هذا الشهر الكريم.

بعد سيطرة “داعش” على العديد من المناطق السورية، كان يتصرف التنظيم بصورة منافية للإسلام. بالتالي، تحول الشهر الكريم من حب وتسامح بين السوريين إلى خوف.
إلى جانب ذلك، تحول الرغبة في التقارب واللقاء في هذا الشهر المبارك، إلى انطواء وقلق بعد أن أطلقت داعش شعارها “يصلب يوماً كاملاً ويجلد سبعون جلدة لإفطاره في رمضان”.
كيف أصبحت الأسواق خالية خلال شهر رمضان خاوية من الناس؟
بدت المحال التجارية في دمشق خاوية من الزبائن، على الرغم من عرضها مختلف السلع الرمضانية من فوانيس وأضواء الزينة. بنفس الوقت، يشير تقرير للأمم المتحدة صدر، مؤخرًا أن أكثر من 90٪ من السوريين يعيشون تحت حد الفقر.
ويضيف التقرير، إن واحد من كل أربعة عاطل عن العمل، وهو ما يدفع السوريين إلى التركيز على شراء الضروريات، من مواد غذائية كالزيت والزيتون والأرز والبرغل. وبالخصوص الخبز الذي ارتفع سعره كثيرًا في الفترة الأخيرة بعد إلغاء الدعم الحكومي.
بالإضافة، تشير العديد من التقارير الصحفية من الشارع السوري إلى أن العديد من الناس يشترون أقل بكثير مقارنة بالأعوام السابقة. ولكنهم سعداء لغياب الخوف الذي زرعه “داعش” سابقا في المناطق السورية.
عقوبات ضد الإنسانية: صُلْب وجلد الأطفال والمسنين
لن ينسى السوريون أن “تنظيم الدولة الإسلامية” أستقبل شهر رمضان في عام 2015 بتنفيذ 94 حكما أصدرها بحق متهمين بالإفطار العلني بالمناطق التي خضعت لسيطرته داخل سوريا، بحسب شهادات تابعة لمنظمات حقوق الإنسان.
بنفس السياق، وثقت تلك المنظمات 94 حالة صُلْب علاوة على، أحتجاز داخل أقفاص حديدية وجلد خلال رمضان بعدد من المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم. كما أشارت المنظمات بأن من بين الذين تم تطبيق الأحكام بحقهم 5 أطفال. باالإضافة إلى رجلان مسنان، حيث تم تنفيذ الأحكام ضدهم في الساحات العامة في محافظات حلب والرقة ودير الزور. الجدير بالذكر إن “تنظيم الدولة” بَدْء أول عملية صُلْب في 22 يونيو/ حَزِيران 2015 حتى 16 يوليو/ تموز/2015 حيث كان ضحيتها طفلان.
ماهي “العقوبات الشرعية”؟
تضمنت “العقوبات الشرعية” بتهمة الإفطار العلني التي نفذها “داعش”، عمليات احتجاز لـ20 مواطنا داخل أقفاص، بينهم طفل. كما قام التنظيم المتطرف بوضع قفصين في كل من مدينة الرقة، ومدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي. إلى جانب ذلك، قاموا بالتجول بأقفاص تضم مواطنين محتجزين بداخليها في بلدة دبر حافر بريف حلب الشرقي.
بنفس السياق، أشارت المنظمات الإنسانية أن “داعش” يقوم بتعليق لافتات كتب عليها عبارات “يصلب يوماً كاملاً ويجلد سبعون جلدة لإفطاره في رمضان”. في حين، وضع عبارة “مفطر في رمضان” في رقاب المصلوبين والمحتجزين. وسمح عناصر التنظيم الراديكالي للأطفال المتواجدين في ساحة “الصُّلْب” بالاستهزاء من الأشخاص الذين تم صلبهم ومضايقتهم بعد “صلبهم”.
إلى جانب ذلك، نقل عن نشطاء تابعين لمنظمات لحقوقية أن عددا من الذين تم صلبهم حدث بعد تلقي “أمن داعش” أو مايعرف “بجهاز الحسبة”بلاغاً عن طريق مخبرين يعملون لصالحها. بخصوص أنهم لم يصوموا. كما أعتقلت دوريات الحسبة المفطرين في أماكن تواجدهم وبعدها تم تنفيذ “العقوبات الشرعية”.
المصدر: وكالات
أقرأ أيضا: يواجه ليفربول معضلة في ظل احتمال تعرض “صلاح” لخطر تقويض “حلم الصيف”.
لا يوجد بريد لدي