أحكام الجهاد واضحة في الإسلام ومعظم المسلمين يعرفونها. على العكس، ابتدع عناصر “تنظيم الدولة” نوعا جديدا من “الجهاد“. استنادا فكرهم المنحرف القائم على مفاهيم خاطئة باعتبارهم “الوحيدين على جادة الحق وباقي الناس على درب الضلالة”.

حرّف المتطرفون مفهوم الجهاد ووظفوها لأغراضهم الإجرامية وحاولوا نشره عبر إعلامهم بهدف التأثير على طبقة البسطاء من المسلمين. إلى جانب، الهدف من تجنيد عناصر جديدة للالتحاق بهم أو لتنفيذ عمليات إرهابية غايتها ترويع الناس وتتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي.
أنواع “الجهاد”
حسب الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للديار المصرية، الجهاد نوعان: أصغر وأكبر. الأصغر هو خوض المعارك في الدفاع عن الأوطان أي المشاركة في الأعمال القتالية وهذا ما فعله المسلمون منذ معركة بدر (أول معركة في تاريخ الإسلام) وحتى يومنا هذا.
لم تصنف جهاد معارك الفرق التي خرجت عن الإسلام وقاتلت جيوشا إسلامية أخرى لفرقة الخوارج أوأي فرقة أخرى قاتلت بهدف الوصول إلى السلطة.
في حين إن الجهاد الأكبر بحسب علي جمعة، فهو مقاومة النفس البشرية للإغراءات والشهوات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. بالإضافة إلى إتباع ما أمر به الله سبحانه وتعالى والبعد كل البعد عن الآثام.
أين “تنظيم الدولة” من هذا الرأي السديد الذي أجمع عليه المسلمون منذ قرون خلت؟
على عكس ما تقدم، تبنى “تنظيم الدولة” أو ما يعرف بـ”داعش” فكرة “الجهاد العالمي المسلح” . ترتكز هذه الفكرة على إقامة “شرع الله” وتأسيس ما يسمى “الخلافة” عبر الإرهاب سواءً كانت هناك أرضية شرعية تدعم هذه الفكرة أم لا.
رفض التنظيم المتطرف من البداية فكرة الدولة الوطنية الحديثة في البلدان العربية والإسلامية ذات الحدود المعروفة. تصنف هذه الحركات المتطرفة تلك الدول بأنها تقع ضمن المشروع “العلماني القومي الوطني العالمي”. وهذا يعد، حسب فكرهم المنحرف، كفرا مناقضا للإسلام. كما أن هذه الدولة تعارض فكرة التوسع الجغرافي القادمة من القرون الوسطى، التي روج لها “تنظيم الدولة” المزعوم بعد إعلان خلافته المزيفة في العراق وسوريا.

موقف الأزهر من الجماعات المتطرفة
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف (مركز بحثي تابع لجامع الأزهر المصري) أن أفعال هذه الحركات المتطرفة ليست جهادا بل عمليات إرهابية تروع الآمنين. علاوة على ذلك، أشار المرصد إلى أن الانحراف الفكري في قضية “الجهاد” عند التنظيم المتطرف وغيرها. كما إنه نابع من جهلهم بفقه الجهاد (أو إهمالهم المتعمد له) والذي حدد فرض القتال في التصدي للمعتدي لردّ عدوانه ووقف هجومه.
في حين إن فريضة الجهاد هي حقُّ الدفاع عن النفس وعن العقيدة وعن الوطن ومن ثمَّ فإن كل هذا يصبح فرضاً إنْ دعت الضرورة إليه. بالإضافة، إن الجهاد بالنفس هو فرض غير متعين على كل مسلم. هذا يعني أن المؤسسة العسكرية داخل الدولة هي من ينوب عن أفراد المجتمع في القيام بهذه المهمة.
إضافة إلى ذلك، يرى المرصد أن ادَّعاء التنظيم المتطرف بأن “الجهاد بوجه الكافرين” على حدّ وصف منظري التنظيم يطرح سؤالاً وهو: هل القتال سببه العدوان أو الكفر؟ أجاب المركز ذاته على السؤال المطروح: إن جمهور علماء المسلمين أجمع اعتماداً على القرآن والسُّنَّة إن العدوان على المسلمين هو السبب الرئيس الذي يبيح لهم القتال. أما المخالفة في الدين دون عدوان لا تصلح لأنْ تكون سببًا لإباحة الحرب. كما لا يمكن أن تكون كذلك، فالقرآن الكريم أقرَّ حرية الناس من خلال المبدأ القرآني الأصيل ((لا إكراه في الدين)).
كما دعا المركز ذاته إلى تحري الدقة في استعمال المصطلحات اللغوية في مكافحة التطرف. إلى جانب التمييز بين الجهاد بمعناه الصحيح والإرهاب الذي ترتكبه تلك الجماعات المتطرفة كداعش التي استباحت الدم والأوطان بشعارات زائفة خدمة لأغراض خبيثة الدين منها براء.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضا: ماذا ينتظر روسيا في سوريا بعد سقوط نظام الأسد الذي دعمته على مدى نصف قرن؟
التنظيمات التكفيرية صناعة امريكيهودية ولا تمثل الاسلام والمسلمين باي شيء.
والجهاد الحقيقي هو جهاد النفس البشرية شخصيا وعامية وعلميا وادبيا واخلاقيا والحث على الخير بكل أشكاله