كيف أجمع علماء و فقهاء على دحض المفهوم المنحرف “لتنظيم الدولة”؟ 

254
84

أعلن البغدادي خلافته المزيفة في عام 2014. و أوغل عناصره أيديهم في الدماء عبر عمليات إرهابية روعت المدنيين (مسلمين وغير مسلمين). في حين، حصل هذا تحت مسمى “جهاد” جديد لم يعرفه المسلمون عبر تاريخهم الذي امتد لأربعة عشر قرناً.

مفهوم تنظيم الدولة

 اعترض الكثير من علماء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها على هذا النوع من الـ” جهاد” واعتبروه مستندا لأفكار خاطئة لا علاقة لها بالشريعة والفقه. علاوة على استخدام القسوة المفرطة التي مارسها عناصر التنظيم تجاه الأبرياء. ما هو إلا دليل على أنهم نسوا أو تناسوا أن الله كتب على نفسه الرحمة كما ورد في (الأنعام -12):((كتب ربكم على نفسه الرحمة)). إلى جانب إن أحد أسماء الله الحسنى هي الرحمن.

 وفي السياق ذاته، ورد حديث نبوي شريف:” إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي” وهذا يتناقض مع فكر “التنظيم” المنحرف الذي رفع شعار “جئناكم بالذبح”.

استنكار صريح  لمفهوم “الجهاد الخاطئ”

في سبتمبر/أيلول 2014، وجه 126 عالما ومفكرا وأكاديميا إسلاميا رسالة مفتوحة إلى البغدادي، الخليفة المزيف، وأتباعه. فندوا فيها المفاهيم الخاطئة التي قدمها عناصر التنظيم للمسلمين. 

بالإضافة إلى ذلك، تناولت هذه الرسالة أكثر من مفهوم خاطئ في أفكار المتطرفين ومنها المفهوم الخاطئ المتعلق باستخدام السيف لتحقيق “شرع الله”. هو  الشعار ذاته، الذي رفعه المتطرفون المتعلق بالذبح واستخدام السيف. 

على العكس من ذلك، اعترض العلماء على هذا المفهوم الخاطئ وأشاروا إلى الرحمة كفكرة جوهرية في الفقه الإسلامي. إلى جانب ذلك، أكدوا أن “من المستحيل أن يكون إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم منوطا ببعثة بالسيف لأنه يجعل توظيف السيف بمستوى الرحمة الإلهية”.

آيات قرآنية تدحض مفهوم “تنظيم الدولة” المنحرف

استنادا لأرضية فقهية، ناقض العلماء ذاتهم مفهوم “التنظيم” الخاطئ عن الجهاد:” كما أضافوا إن الجهاد بدون سبب مشروع ليس جهادا بل حرابة وإجرام”. في الرسالة ذاتها، أكد هؤلاء العلماء أن كلمة الجهاد مصطلح إسلامي لا يصح أن يستعمل ضد أي مسلم، وهذا حسب الفقه، أصل وأساس.

كما وضحو أيضاً :” ربما يأتي وضع معين على المسلمين لا يُستلزم فيه قتال ولا يجب فيه جهاد. بالتالي فإن الجهاد بدون سبب يعتبر مشروع وغاية مشروعة ومن غير أسلوب مشروع ومن دون نية مشروعة ليس جهادا بل حرابة وإجرام”. 

علاوة على ذلك،أشار العلماء أيضاً إلى حرمة قتل النفس باعتباره من أكبر الموبقات استنادا إلى الآية الكريمة (المائدة:32):(( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد على الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)). 

كما بيّن العلماء أيضاً أنه لا يجوز أن يؤخذ مقتطف من القرآن بدون فهمه في سياقه الكامل.  خصوصا  في ما يتعلق في مسألة الجهاد. الجدير بالذكر، أن الكثير من الناس، الذين أسلموا عبر التاريخ، أسلموا بالدعوة الحسنة. مصداقا لقوله تعالى:((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) (النحل:125). 

بالإشارة إلى أن هناك دولا كبيرة أسلمت بدون فتوحات نتيجة الدعوة السلمية. بالإضافة إلى إن الدين الإسلامي قد وصل إلى آسيا وأفريقيا ومناطق أخرى في العالم عبر الأساليب السلمية وبدون استخدام السيف.

د. عبد الغفار هلال يشرح مفهوم الجهاد

هل يجوز الجهاد مع داعش لإقامة الخلافة؟

فيما يخص التكفير، أجمع هؤلاء العلماء على أن “الأصل في الإسلام أن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يجوز تكفيره”.كما أشاروا إلى أن التكفير من أخطر المسائل، لأن فيه استحلال لدماء المسلمين وحياتهم وانتهاكا لحرمته وأموالهم وحقوقهم. بحسب النص القرآني (النساء:93): ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)).

بنفس الوقت، دحض العلماء، في رسالتهم، مفاهيم المتطرفين التي طبقوها منذ إعلان خلافته المزيفة التي تسببت في الكثير من الكوارث بحق البشر والشجر والحجر.

المصدر: وكالات+ مواقع دينية

أقرأ أيضا: “تنظيم الدولة”.. دواعي ومبررات تفسير مفهوم الجهاد 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *