يمثل سقوط نظام بشار الأسد الدموي فرصة حقيقية للشعب السوري والمنطقة برمتها لاستعادة الاستقرار. يمكن إنهاء دوامة العنف التي تعصف بالمنطقة منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011. إلا أن محاولات روسيا للتدخل في الوضع السوري من شأنها أن تؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها.

حماية نظام الأسد
ارتبط نظام الأسد، الأب والابن، بروسيا منذ سبعينيات القرن الماضي، ونتج عن هذا الارتباط انشاء قاعدة سوفيتية بحرية على الساحل السوري منذ 1971، وهي القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا التي تطل على المياه الدافئة للبحر المتوسط. أدت الشراسة التي تعامل بيها نظام الأسد مع المظاهرات في صيف 2011 الى ظهور معارضة مسلحة كادت ان تسقط نظام الأسد في عام 2015. على الرغم من معرفة روسيا بمدى بطش هذا النظام ورغبة الشعب السوري بالتحرر من سياسة القمع وتكميم الافواه، الا ان موسكو القت بكل ثقلها من اجل منع نظام الأسد من الانهيار والذي كان قاب قوسين او أدنى من السقوط.
عواقب التدخل الروسي
تمكنت روسيا من خلال تدخُّلها العسكريِّ في سوريا من منع سقوط نظام الأسد، الا ان هذا النجاح جاء على حساب أرواح الاف الأبرياء من الشعب السوري. اذ استخدمت روسيا سياسة الأرض المحروقة في حربها هناك واستخدمت القنابل “الغبية” والقصف العشوائي على مراكز المدن التي كان خارج سيطرة النظام. علاوة على ذلك، أدت هذه العمليات الى نزوح الملايين من السوريين الى دول الجوار فيما يعرف بأكبر نزوح منذ الحرب العالمية الثانية. أدى ذلك الى الضغط على المنظومات الصحية والخدمية في دول الجوار، ناهيك عن المعاناة الإنسانية التي تكبدها النازحين السورين. وأخيرا وليس اخر، وفرت روسيا الدعم السياسي والدبلوماسي لبشار والذي كان يمول نظامه عن طريق تجارة المخدرات مثل الكبتاغون وغيرها والذي كان يصنعها ويصدرها الى دول المنطقة لاسيما دول الخليج مخلفا بذلك تحديات اجتماعية وامنية جمة لهذه الدول.
ماذا يخفيه المستقبل؟
لا يخفى على أحد الدمار الذي تسبب به التدخل الروسي في سوريا من إطالة امد الحرب الى انتشار وازدهار تجارة المخدرات والكوارث الإنسانية الناجمة عن نزوح ملايين السورين، لذا يحب الحذر من السماح لموسكو بالعبث مرة أخرى بأمن وسلامة المنطقة كما فعلت في العقود المنصرمة.
المصدر: وكالات
أقرأ أيضا: حتمية كسر ريال مدريد لقلوب أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا