هل سلاح الميليشيات يضع العراق على مفترق طرق؟

1277
1130


لا تقتصر هيمنة الميليشيات المسلحة في العراق على الجوانب الأقتصادية للبلد، باستيلائها على مقدرات الدولة فحسب، بل تتعداها سريعاً إلى فرض هيمنتها على قرار الدولة بقوة السلاح من أجل تحقيق مصالحها ومصالح الدولة التي ترعاها وهي إيران. و الجدير بالذكر أن الميليشيات لاتتردد في تهديد أمن الدولة واستباحة دستورها وقوانينها وثقافة المحاسبة التي تضمن العدالة الاجتماعية لعامة الشعب.

السلاح المنفلت يهدد أمن العراق

الميليشيات بالعراق: ماهي؟ و لماذا؟

عادة ما ترسخ الميليشيات نفسها بقوة السلاح وسطوته في محاولة منها لفرض واقع يجبر الدولة على الخضوع لهُ، بل أحياناً تحاول ان تصبح هي الدولة نفسها، وكلمتها هي العليا، مع ما يعنيه ذلك من دمار واندثار للمفهوم الحقيقي للدولة. تمتلك نحو عشرة من الميليشيات العراقية المدعومة من النظام الايراني صواريخ وطائرات هجومية مسيّرة تصل مدياتها إلى مئات الكيلومترات، وكانت هذه الميليشيات قد استعملتها سابقاً في مهاجمة مواقع عراقية داخل بغداد وفي أقليم كوردستان ، أبرزها مطار بغداد الدولي ومطار أربيل ووزارة الزراعة، إلى جانب استهداف قواعد عسكرية مشتركة تضم أفراد عسكريين تابعين للتحالف الدولي.

سلاح الميليشيات: ضمان للنفوذ و تهديد لأمن العراق

إن تسليط الضوء على سلاح الميليشيات في العراق في هذا الوقت مهم جداً, نظراً لما تمرُ به المنطقة من تحديات أمنية يجب إبعاد العراق عن تبعاتها. فذلك السلاح الذي بحوزة الميليشيات وُجد لحماية مصالح النظام الايراني في العراق, غير أن البعض يظن متوهما أن هذا السلاح الميليشياوي يقوم بواجبه في حماية أبناء طائفة معينة. واقعياً، فإن هذا السلاح قد تم استعماله في أوقات سابقة حسب أجندة إيرانية واضحة المعالم. لا يشكل سلاح الميليشيات في العراق خطرا على المنطقة فحسب بل يشكل خطر على العراق نفسهُ. كل ما يُقال عن دور الميليشيات المدعومة ايرانياً في حماية العراق في مواجهة داعش هو نوع من التضليل, فمدينة الموصل على سبيل المثال لم تتحرر من احتلال الأرهاب إلا بالقوة النارية التي قادتها القوات العراقية الرسمية من مكافحة الإرهاب والشرطة الأتحادية مدعومة جوياً من التحالف الدولي. ولأن الفصائل المسلحة تتلقى أوامرها من الحرس الثوري الإيراني فإن التصديق بأنَ سلاح هذه الميليشيات قَد وُجدَ لحماية أمن العراق هى واحدة من أعظم الأكاذيب التي يروجها الأعلام الميليشياوي.

أجندة إيرانية: عبء على المجتمع العراقي

لسنا في حاجة إلى تقديم أمثلة الخطر الذي يمثله العبث بالسلاح المنفلت. فلقد ضجر العراقيون من الحديث عن مايسمى بالمقاومة والتي تمتلك أجندة إيرانية تحولت إلى عبء على المجتمع العراقي ،الذي يعاني أصلاً من الفقر والحرمان والفساد وسوء الخدمات. وما السلاح الغير شرعي المدعوم من ايران إلا دعامة لمحاولة إبقاء الدولة العراقية في حالة فشل مستمر. لقد حولت ايران الشرق الأوسط إلى مختبر تجارب إيراني انفجر أو تم تفجيره من غير أن يترك انفجاره أي أثر سيء على خصوم ايران. لذلك صار من المجدي طي تلك الصفحة بدءا من نزع سلاح الميليشيات من أجل حماية المنطقة من شروره.

المصدر: وكالات

أقرأ أيضا: السلاح المنفلت يتحدى الدولة العراقية

3 thoughts on “هل سلاح الميليشيات يضع العراق على مفترق طرق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *