لم تتوقف عمليات مكافحة الإرهاب في العراق خلال الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي، إذ تم تحقيق عدة نجاحات في أكثر من موقع أهمها تلك التي تحققت في كركوك والأنبار. وبالرغم من الطبيعة الجغرافية الوعرة في المحافظتين المذكورتين، استمرت القوات الأمنية العراقية في ملاحقة فلول التنظيم الإرهابي ومهاجمة الأماكن التي استخدمها عناصر التنظيم كمخابئ أو مخازن للسلاح والعتاد. لوادي حوران في صحراء الأنبار أهمية استراتيجية ويشكل أولوية في عمليات مكافحة الإرهاب التي تنفذها القوات العراقية والسيطرة على هذا الوادي تعني التحرك في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في تطهير العراق من الإرهاب.

عمليات ناجحة
صرح مصدر مطلع أن القوات الأمنية العراقية تقوم بتنفيذ عمليات مكثّفة لملاحقة فلول التنظيم المزعوم في مناطق عدة من البلاد، ضمن استراتيجية تهدف إلى القضاء على مخابئ التنظيم ووقف تحركاته. تعتبر بعض المناطق على حدود محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين والأنبار من المناطق التي ما زال التنظيم المزعوم يحاول تفعيل الخلايا النائمة فيها. ضمن الجهود الرامية إلى ملاحقة الخلايا المذكورة، نفذت القوات الأمنية، قبل أيام، عملية إنزال جوي في منطقة الحلوات في كركوك، حيث اعتقلت زعيم خلية نائمة مرتبطة بالتنظيم الإجرامي. وعلى صعيد متصل، صرحت القوات الأمنية العراقية، في السابع من الشهر الجاري، عن إلقاء القبض على ثلاثة مرتزقة ينتمون إلى التنظيم الإرهابي في محافظة كركوك. حسب بيان رسمي عراقي، “نفذت المفارز الأمنية عدة عمليات منفصلة أسفرت عن اعتقال الإرهابيين الثلاثة، مشيرة إلى أنهم اعترفوا صراحة باشتراكهم في العديد من الهجمات التي استهدفت قوات الأمن العراقية داخل محافظة كركوك وخارجها”. إضافة إلى ذلك، تم اعتقال 3 من عناصر التنظيم الإرهابي يوم الرابع من هذا الشهر في محافظة الأنبار. وحسب مصدر رسمي عراقي، الإرهابيون الثلاثة كانوا ينتمون ويعملون في صفوف التنظيم المزعوم وقد تمت عملية اعتقالهم استناداً لمعلومات استخباراتية دقيقة.

الوادي الأهم
يعتبر وادي حوران من أخطر البؤر وملاذاً سابقاً للتنظيم الإجرامي في العراق. يمتد الوادي لأكثر من 370 كيلومتراً، وله حدود مع سوريا والأردن والسعودية، ويملك الوادي موقعاً استراتيجياً وظفه الإرهابيون في الماضي لتنفيذ هجماتهم الغادرة. في معركتها المفتوحة ضد الإرهاب، بدأت القوات الأمنية العراقية، قبل عدة أيام، بتنفيذ عمليات دقيقة في هذا الوادي المهم ضد خلايا التنظيم النائمة والمواقع التي يستخدمها كمخابئ أو مخازن أسلحة. في الثامن من الشهر الحالي، صرح مصدر رسمي عراقي أن العمليات أسفرت عن السيطرة الكاملة على الوادي. ووصف المصدر ذاته السيطرة على وادي حوران بأنها “إنجاز استراتيجي”، وأكد أن القوات العراقية باتت تمسك تماماً بخيوط المنطقة، وتغلق واحدة من أخطر الثغرات الأمنية التي كانت تهدد البلاد. كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية بدورها عن خلو الوادي من أي نشاط إرهابي، مشيرة إلى أن خطوط الصد التي أُنشئت على امتداد المنطقة باتت تحت السيطرة الكاملة، ما يعزز الاستقرار على الحدود مع الدول المجاورة. فبالرغم من صعوبة التضاريس في الوادي، أثبتت القوات الأمنية العراقية جاهزيتها لملاحقة الإرهاب حتى في أكثر المناطق تعقيداً، وأرسلت رسالة واضحة مفادها “لا يوجد ملاذ آمن للإرهاب في الأنبار والعراق عموماً”. يمكن القول إن ما يحدث في وادي حوران ليس مجرد عملية أمنية، بل هو تحول استراتيجي يعكس قدرة القوات العراقية على استعادة زمام الأمور في مواجهة الإرهاب، وإغلاق الثغرات التي لطالما شكلت تهديداً للأمن الوطني وأن المعركة ضد الإرهاب قد دخلت مرحلة جديدة وحاسمة.
المصدر:وكالات
إقرأ أيضا:الشعيطات تحيي ذكرى ضحاياها
البندوره الحمراء