طريق الشاعر السوري علي سفر إلى متحف الآثام

صدر حديثا ديوان “الطريق إلى متحف الآثام” للشاعر والإعلامي السوري علي سفر، ويحتوي مجموعة من النصوص الشعرية التي كتبها صاحبها خلال تجواله خلال السنوات الأخيرة في غير مكان خلال رحلته من بلده سوريا إلى المنفى، حيث يعيش في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.

علي سفر

في هذا الكتاب يحاول علي سفر أن يسجل بعضا مما علق في ذاكرته من نبض السوريين المؤلم، حيث يجبر الزمن العقل على نسيانه! وفي سبيل أن تتخفف الحياة اليومية من هذا الوقع الثقيل للمجازر والسجون والاختفاءات لحيوات الآخرين، تصبح الكلمات أشبه بصرر معقودة لحماية التفاصيل مما قد يلحق بها مع مرور الوقت:

لم أعد أملك كلماتٍ أعبِّر بها عن الحُزن،
كل ما أقوله مكرر مثل لفافة تبغ..
قرأت نصًا عن المنفى أبكتْني سطوره الأولى، ثم أكملته بعين الناقد المتربّص البغيض.. أفهَم كيف يحوّل المنفيّون الآخرين إلى أعداء،
وأفهم أيضًا كيف لكلمة يهمسها منفيّ إلى منفي آخر أن تبكي البشر…
أهربُ من الحديث عن أسباب الحزن القادمة من البلاد، بابتكار حكاية جديدة، لا تختلف عن غيرها سوى في نوع الموت؛
الموت القادم من جهة المنفى، يَقبع في المرتبة الأدنى من سُلم طبقات الفجائع”.

سبق للمؤلف أن صنع كتابين في الاتجاه ذاته هما “يوميات ميكانيكية” (2014) و”الفهرس السوري” (2018). مما يؤشر على إلحاح كبير على علاقة الشاعر مع بلده، الذي صار بعيدا عنه بحكم انهيار الأحلام التي حاولت الثورة تجسيدها منذ العام 2011، وضمن هذا الأفق تصبح أسئلة الكتاب صعبة ومرهقة لصاحبها، لكنها قد لا تكون كذلك للقارئ.

درس علي سفر النقد المسرحي في دمشق، وعمل في المسرح السوري. اشتغل بالكتابة الصحفية منذ نهاية الثمانينيات، حيث كتب في الصحافة السورية والعربية، وخاصة الصحافة المرئية، وأخرج أفلاما وثائقية.

وكتاب “الطريق إلى متحف الآثام” جزء من تدوين مستمر منذ العام 2011، أي سنة انطلاق الثورة السورية، والمأساة.

المصدر: الجزيرة

أقراء أيضا: حسان تمبكتي ينضم للهلال في “أغلى” صفقة للاعب سعودي

لمشاركة المحتوى، اضغط على احدى وسائل التواصل الإجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *