هل كانت فيضانات دبي ناجمة عن تلقيح السحب؟

10
1

تسببت العواصف الشديدة في حدوث فيضانات مفاجئة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، مما أدى إلى انتشار مشاهد صادمة على وسائل التواصل الاجتماعي: سيارات مهجورة على جانب الطريق، وطائرات تشق طريقها عبر مدارج المياه التي غمرتها المياه. وتم إلغاء مئات الرحلات الجوية في مطار دبي الدولي المزدحم.

سارعت التقارير الإخبارية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي إلى توجيه اللوم إلى عملية الاستمطار السحابي. الجدير بالذكر إن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك برنامج طويل الأمد لمحاولة استخراج المزيد من الأمطار من السحب التي تمر فوق المنطقة القاحلة عادة، ولديها فريق من الطيارين الذين يقومون برش جزيئات الملح في العواصف العابرة لتشجيع تكوين المزيد من المياه. على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت تنفذ مهام حقن السحاب خلال الفترة التي صاحبتها الفيضانات – فهي تنفذ أكثر من 300 مهمة سنويًا – إلا أنه من المبالغة القول بأنها مسؤولة عنها.

تعرف على الأسباب التي أدت إلى حدوث الفيضانات في دبي:

أولاً، حتى أكثر التقييمات تفاؤلاً بشأن حقن السحاب يقول إنه يمكن أن يزيد من هطول الأمطار بنسبة أقصاها 25 في المائة سنوياً. وبعبارة أخرى، كان من الممكن أن تمطر على أي حال، وإذا كان حقن السحب تأثير، لكان قد أدى إلى زيادة طفيفة فقط في كمية الأمطار التي تساقطت.

بنفس الوقت، لا تزال هيئة المسؤولة عن عملية الاستمطار غير متأكدة من مدى فعالية حقن السحب في المناخات الدافئة، وحتى لو نجحت، فإن عملية الحقن لا يمكن أن ينتج المطر من الهواء الرقيق، بل يمكنه فقط تعزيز ما هو موجود بالفعل في السماء.

ثانياً، تميل عمليات البذر إلى أن تتم في شرق البلاد، بعيداً عن المناطق الأكثر كثافة سكانية مثل دبي. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى القيود المفروضة على الحركة الجوية، ويعني أنه من غير المرجح أن تكون أي جزيئات بذرية لا تزال نشطة بحلول الوقت الذي وصلت فيه العواصف إلى دبي.

أضافة إلى ذلك، يقول معظم العلماء إن تأثير تلقيح السحب له تأثير موضعي صغير جدًا ومن غير المرجح أن يسبب فيضانات في مناطق أخرى. ولكن ربما يكون أفضل دليل على أن الاستمطار السحابي لم يكن السبب الرئيسي في هذه الفيضانات هو حقيقة أنها أمطرت في جميع أنحاء المنطقة. علاوة على ذلك، لم تقم عمان بأي عملية حقن للسحب، لكنها تأثرت بشكل أسوأ من الفيضانات، مع وقوع عدد من الضحايا.

ما هو الاستمطار؟

يمكن تعريف استمطار السحب بأنه عملية استثارة وحفز السحب والغيوم لإسقاط محتواها من المياه الكامنة أو الثلج المتجمد فوق مناطق جغرافية محددة، عن طريق استخدام وسائل صناعية ومواد كيميائية تعمل على تسريع عملية هطول الأمطار أو زيادة إدرار هذه السحب من المياه مقارنة بما يمكن أن تدره بشكل طبيعي.

وتهدف هذه العملية في الأساس إلى تعديل ظروف الطقس السائد، وتحسين الأحوال الجوية أو نسبة الموارد المائية فوق المناطق والأراضي الزراعية المعرضة للجفاف، أو المناطق الأخرى الحضرية التي تعاني من شدة القيظ وقسوة درجة الحرارة.

غير أن حقن السحب وتطبيق تقنيات الاستمطار يمكن أن يجرى أيضا لغرض معاكس، كمنع سقوط الأمطار الغزيرة فوق بعض المناطق الزراعية مثلا، بغرض الحيلولة دون تلف المحاصيل المزروعة فيها، أو منع تشكُّل البرد أو الضباب فوق بعض المطارات المزدحمة من أجل تسهيل عملية إقلاع وهبوط الطائرات القادمة والمغادرة.

كما يمكن أن تجرى عملية الاستمطار بهدف تحقيق بعض الأهداف الإستراتيجية بعيدة أو قصيرة المدى، مثل زيادة كثافة الغطاء النباتي الصالح للرعي، وإعادة ملء السدود وزيادة مخزون المياه الجوفية لاستخدامها مستقبلا.

تعرف على التقنية التي يتم بها الاستمطار؟

وتقنيا، يمكن أن تتم عملية الاستمطار بأكثر من طريقة، لكن الطريقة الأكثر شيوعا تتمثل في حقن السحب الركامية بمادة يوديد الفضة وبعض المركبات الأخرى أو الأملاح الشائعة بما يعمل على زيادة كثافة هذه السحب، وتحويل قطرات الماء الموجودة داخلها إلى بلورات ثلجية ثقيلة، تنهمر بدورها بفعل هذا التثاقل نحو الأرض، حيث يتسبب ارتفاع درجة الحرارة قرب السطح في إعادتها ثانية للحالة السائلة وتساقطها في هيئة مطر.

وفضلا عن يوديد الفضة، يعدّ ثاني أكسيد الكربون المُجمَّد أو ما يعرف باسم “الثلج الجاف” والأملاح الرطبة، خاصة كلوريدات الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم، من أكثر المواد الكيميائية شيوعا واستخداما في عملية استمطار السحب.

وسائل الحقن؟

الطائرات والصواريخ، وهذا في حالة الحقن الجوي، أو استخدام مضادات الطائرات وأجهزة أرضية ومولدات خاصة في حالة الحقن الأرضي، حيث تستخدم مضادات الطائرات في إطلاق قذائف محملة بملح الفضة بطريقة مشابهة لإطلاق الألعاب النارية، في حين تستخدم المولدات الأرضية في توليد كميات من بخار الماء المشبع بيوديد الفضة، والتي تتولى بعد ذلك تيارات الهواء الصاعدة حملها إلى أعلى حيث مناطق تجمع السحب.

ويتطلب نجاح عملية الاستمطار وتحقيق الأهداف المرجوة منها توافر أكثر من ظرف وعامل ملائم، مثل أن تكون السحب الركامية وانتشارها على مساحات معينة ووجود تيارات الهواء الصاعد والمحمل بالرطوبة أو بخار الماء، بالإضافة إلى إتمام عملية الحقن في الوقت المناسب، وحقن كمية مناسبة من المواد الكيميائية المحفزة تكفي لسقوط المطر.

المصدر: وكالات

أقرأ ايضا:

رحيل عميد الدراما المصرية صلاح السعدني

لمشاركة المحتوى، اضغط على احدى وسائل التواصل الإجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *